قدم المخرج هشام كفارنة على مسرح الحمراء في دمشق العروض الأولى لمسرحية "فاوست"، عن نص للكاتب كريستوفر مارلو.
و"فاوست" شخصية شهيرة في الأدب تناولتها مسرحيات عديدة، أشهرها ما قدمه الشاعر الألماني "جوته"، وتتحدث عن عقد مبرم بين شخص حاد الذكاء والشيطان.
يقول المخرج كفارنة إن كثيراً من المخرجين اشتغلوا على هذا النص الشهير، لأنه يحمل قيمة فنية وفلسفية عالية، ويشكل حالة هجاء للذين يبيعون أرواحهم للشيطان، واصفاً النص بـ"الصعب"، وأضاف "جعلني كمن يتعلم السباحة في الماء العميق، لذلك ذهبت فيه إلى التجريب، ولا سيما أن النص الأساسي مؤلف من 40 شخصية، ولذلك قمت بتكثيفه والتركيز على بعض الشخصيات لتشكيل شبكة من العلاقات الدرامية الملتحمة مع بعضها عضوياً"، لافتاً إلى أن "البحث الإخراجي الأساسي هو في إيجاد فضاء فني غني على المستوى البصري".
وتعتبر شخصية الدكتور فاوست من أبرز رموز الأدب الغربي الحديث والمعاصر، والتي أصبحت طيلة القرون الخمسة الماضية بطلة لمئات القصص والحكايات الشعبية، ومع مرور الوقت ترسخت صورة نمطية لها، حيث غدت رمزاً لحضارة الغرب بكل أحلامها وإنجازاتها وشرورها في كثير من الأحيان.
قدم المخرج كفارنة الفنان زيناتي قدسية، الذي أدى شخصية فاوست في العرض المسرحي الذي اختتم أول من أمس، بطريقة مختلفة عن الصورة النمطية التي يكرر فيها قدسية نفسه بحركات يديه وصوته، فالبعد النفسي للشخصية يفرض درجة من التنوع البعيد نسبياً عن الشخصية الفنية للفنان قدسية، فالقدرة على الارتجال هنا تتحدد لمصلحة التنوع في شخصية فاوست، التي تصعد في شبابها مدعومة بالإغواء الشيطاني، ثم تعود هابطة بفعل الشعور بالإثم والإحساس بقرب الأجل، مما فرض على المخرج السيطرة على مفاصل في قوة الأداء المعروفة عن قدسية لتتناسب مع متطلبات شخصية فاوست، وهو نجاح لكلا الفنانين، يعكس تفهماً وتواضعاً من قدسية، وقدرة على إدارة العمل من المخرج كفارنة.