قال السفير الأميركي السابق في اليمن، أدموند هول: إن الاضطرابات التي تشهدها الساحة اليمنية السياسية لم تصل على الرغم من التدهور الأخير إلى نقطة تجاوز الحلول الوسط. وأضاف هول الذي شغل ذلك الموقع في صنعاء في الفترة من 2001 إلى 2004 الذي يتمتع بصلات واسعة بالدوائر الدبلوماسية الأميركية: أن أي جهود دبلوماسية جديدة يجب أن يكون لها بعد دولي بالإضافة إلى البعد الخليجي الطبيعي، حسب قوله.
ولاحظ هول أن الوقت لم يعد يقف إلى جانب الرئيس علي عبدالله صالح لاسيما بعد التطورات الأخيرة على صعيد التطورات القبلية. وتابع "أن الدول الخليجية تدرك ذلك، وتدرك أن بقاء الوضع في اليمن على ما هو عليه سيلحق أضرارا كبيرة بهذا البلد المهم من الناحية الاستراتيجية، كما سيلحق أضرارا باستقرار المنطقة". وعلى الرغم من أن دول الخليج تؤثر عادة ألا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد فإنها قدمت مبادرة متماسكة وأحاطتها بجهود كبيرة. وتلقت تلك المبادرة دعم السعودية المهم لنجاح أي جهد دبلوماسي على هذا الصعيد". وأضاف "ربما لم تقدم المجموعة الدولية دعما كافيا للمبادرة الخليجية إذ كان يتعين إرفاقها بموقف دولي واضح يساعد على إيضاح إيجابيات قبولها وسلبيات رفضها".
وشرح هول مخاطر استمرار الموقف الراهن لفترة طويلة قائلا "اليمن ينتقل ببطء إلى نقطة أقرب من حافة الحرب الأهلية وإذا حدث ذلك فإن اليمن سيتحول بالفعل إلى مرتع لتحركات تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية. لقد حان الوقت لإدخال مجلس الأمن إلى المعادلة في دعم الجهود التي يبذلها مجلس التعاون الخليجي واليمنيون أنفسهم لتجنب حدوث كارثة تعيد بلادهم عقودا إلى الوراء".
واقترح هول في مداخلة قدمها أمام مجلس العلاقات الخارجية الأميركية أول من أمس أن تتأسس الجهود الدبلوماسية على عدد من النقاط أهمها مغادرة الرئيس علي عبدالله صالح للسلطة فورا، وترك الأمور لحكومة موقتة لإدارة شؤون البلاد، وإقرار مجموعة من العقوبات الموجهة إلى بعض مساعدي الرئيس بهدف حثهم على الانشقاق عنه، وحرمان اليمن من أية موارد اقتصادية بهدف تجفيف موارد الرئيس المالية وتقديم مساعدات كبيرة لليمن بعد رحيل صالح لمواجهة تردي الأوضاع المعيشية والإنسانية للسكان، وإجراء انتخابات في سبتمبر المقبل تحت إشراف دولي، وتعيين مبعوث دولي من الأمم المتحدة للإشراف على تنسيق هذا الجهد الدولي. واقترح هول السفير المصري الأسبق نبيل فهمي أو شخص مشابه للمبعوث الدولي السابق الأخضر الإبراهيمي.