هزت انفجارات العاصمة الليبية طرابلس ليل أول من أمس فيما أعلنت روسيا أنها سترسل مبعوثا خاصا إلى ليبيا للقيام بوساطة في النزاع. ودوت عدة انفجارات في طرابلس التي تتعرض منذ أيام عدة لغارات ليلية تشنها طائرات حلف شمال الأطلسي. وسمعت أربعة انفجارات في وسط العاصمة أعقبتها انفجارات أخرى بعد 15 دقيقة. كما دوت أربعة انفجارات قوية في محيط باب العزيزية حيث مقر العقيد معمر القذافي في وسط المدينة. ودبلوماسيا أعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أن روسيا سترسل "مبعوثا خاصا" إلى طرابلس وبنغازي للقيام بوساطة. وجاء ذلك أثناء اجتماع ثلاثي ضمه إلى نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني. وأضاف أن هذا الموفد سيتوجه أيضا إلى العاصمة الليبية. وقال للصحافيين في روما "نرغب قدر الإمكان أن تحل القضية عبر المفاوضات وليس عبر الوسائل العسكرية" مقرا مع ذلك بأن سبيل المفاوضات "طريق شاقة جدا".

وفي السياق نفسه أعلنت فرنسا أنها تعمل مع المقربين من القذافي في محاولة لإقناعه بالتنحي عن السلطة. وقال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه "إن القذافي يزداد عزلة. انشق المزيد ممن حوله وتلقينا رسائل من الدائرة المقربة منه التي تفهم أن عليه أن يرحل". وأضاف متحدثا بالهاتف خلال زيارة لإسرائيل "سنزيد الضغط العسكري كما فعلنا منذ عدة أيام...لكن في نفس الوقت نحن نتحدث مع كل من يستطيع إقناعه بأن يترك السلطة".

من جانب آخر أعلن نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الهيئة السياسية للثوار الليبيين، عبدالحفيظ غوقة أن الثوار ارتكبوا "مرتين انتهاكات" لحقوق الإنسان. وكانت لجنة تحقيق تابعة لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة خلصت إلى أن نظام القذافي ارتكب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وأن الثوار بدورهم ارتكبوا "بعض الأعمال التي تشكل جرائم حرب". وردا على سؤال حول هذه الاتهامات أقر غوقة خلال مؤتمر صحافي في بنغازي، معقل الثوار في شرق البلاد، بأن الثوار ارتكبوا "انتهاكات مرتين" كانوا خلالهما يخشون أعمالا إرهابية من جانب قوات القذافي في بنغازي. وأوضح "كنا نخشى طابورا خامسا يتحرك في المدينة". وأضاف "نحن نتعقب المرتكبين وسنسوقهم أمام القضاء"، مشددا في الوقت عينه على أن قوات الثوار تحاول أن "تعامل أسرى الحرب وفقا لمعاهدة جنيف".

إلى ذلك قالت بكين إن دبلوماسيا صينيا التقى مع زعيم المجلس الوطني الانتقالي الليبي وذلك في أول اتصال بالمجلس تؤكده بكين. ولم يكشف البيان المقتضب الصادر عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونج لي تفاصيل المحادثات بين السفير الصيني في قطر تشانج تشيليانج ومصطفى عبد الجليل زعيم المجلس.

من جانب آخر قال مسؤولو أمن أميركيون وغربيون إن القذافي ومقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة به يجلبون جنودا مرتزقة لتعزيز صفوف قواتهم. وأضافوا أن أعدادا صغيرة من المتعاقدين مع شركات خاصة يعملون مع المعارضين الذين يقاتلون قوات القذافي في ليبيا. وقال المسؤولون الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم في مناقشة قضايا حساسة إنهم يعلمون أنه لا يوجد أي أميركي بين الأجانب الذين يعملون مع المعارضة ولا يحصل أي منهم على أموال من الحكومة الأميركية.