يتلقى اللبنانيون هبات باردة وأخرى ساخنة على مدار ساعات اليوم. ويعيش اللبناني هم تأليف الحكومة بينما يتوجس خيفة من انفجار أمني على الحدود مع إسرائيل غدا بمناسبة الحشود التي ستتوجه إلى الحدود مع "إسرائيل". كما يترقب ببالغ القلق نتائج المواجهات الحامية بين الأكثرية والمعارضة في ميادين التشريع في مجلس النواب والتمسك المعقد بالمؤسسات الحيوية كوزارتي الاتصالات والمالية وقوى الأمن الداخلي وفرع المعلومات وغيرها من المرافق التي باتت موضع نزاع بينما عجلة الخدمات الأساسية للمواطنين متوقفة أو شبه مشلولة.

في هذه الأجواء المشؤومة بثت قوى الأكثرية جرعات إيجابية حول حلحلة العقد في طريق تأليف الحكومة. وقالت مصادر مقربة من حزب الله والتيار الوطني الحر إن تقدما بارزا حصل على صعيد الاتفاق على توزيع الوزارات المسيحية والمارونية تحديدا، ينتظر أن توضع صيغة نهائية له خلال أيام إذا صفت النوايا وتم اتخاذ القرار بولادة الحكومة.

وأكد الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي أن "الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة ناشطة في أكثر من اتجاه على أمل أن يتم تذليل العقبات في أسرع وقت ممكن، وأن يخفف الأطراف المعنيون بتشكيل الحكومة الشروط والطلبات بحيث تتقدم المصلحة الوطنية العليا على كل الحسابات الأخرى".

وشدد ميقاتي من طرابلس أمس على أن ثوابته "لا تزال تنطلق من قواعد تحقيق الاستقرار بجوانبه الثلاثة، الأمني والسياسي والاقتصادي، وعلى أساس الالتزام بالدستور". وأشار إلى أنه "عندما تتحقّق هذه القواعد يصبح إعلان الحكومة ممكناً"، وتمنّى أن "تُعلَن الحكومة قبل جلسة مجلس النواب في 8 يونيو الجاري لأن ذلك يسحب السجال حول دستورية هذه الجلسة".

من جانبه رأى رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن الإسراع في تشكيل الحكومة هو الحل الدستوري الأنسب للتعيين الذي يركز الاطمئنان والثقة على الرغم من الأزمات المحيطة بنا والأزمة الداخلية. وأشار رئيس الجمهورية خلال استقباله وفدا من جمعية المصارف جاء لبحث أهمية تعيين حاكم مصرف لبنان، إلى أن هذا الموضوع ضروري، وهناك درس للصيغ القانونية والدستورية التي تسمح بالحفاظ على الاستقرارالاقتصادي عموما والنقدي خصوصا، والحرص الشديد على استمرار انتظام العمل في مصرف لبنان وحاكميته.

من جهة ثانية وفي جنوب لبنان روجت معلومات عن توجه اللجنة المنظمة للتحركات الشعبية الفلسطينية باتجاه الحدود مع إسرئيل، لإلغاء تحركها، فيما حملت الأنباء من الحدود مزيدا من التوتر حيث قام الجيش الإسرائيلي برفع السواتر الترابية عند بعض النقاط الحساسة وسير دوريات وتعزيزات على طول الشريط الشائك. ونفذت قوات الجيش اللبناني واليونيفيل إجراءات احترازية مكثفة تحوطا لحصول أية تطورات ميدانية.