قبل ثلاث سنوات أجرى وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة عملية فصل توأم سيامي مصري.. استغرقت العملية 15 ساعة.. شاركه فيها عشرات الجراحين والأطباء، يتجاوز عددهم سبعين طبيبا.
في تلك العملية كان هناك ثلاثة طلاب جاؤوا من جامعة جازان؛ للمشاركة في العملية ـ وجامعة جازان بالمناسبة علامة فارقة هي الأخرى في التعليم العالي السعودي برئاسة مديرها الدكتور محمد آل هيازع ـ شارك الطلاب الثلاثة في العملية وعادوا.. وهناك حتما كثير من المؤهلين للمشاركة لكن العدد المطلوب كان ثلاثة.. كانت المشاركة تعزيزا للثقة في كفاءة طالب الطب السعودي.. السؤال الأكبر: لماذا يقتصر القبول في كليات الطب على عدد قليل كل عام؟ السؤال الأصغر: هل أصبح لدينا فائض في الأطباء حتى نقلل من حجم القبول؟
كثير من المواطنين يسمعون عن تفوق الطبيب السعودي وكفاءته، لكنهم لا يعلمون أين هو؟! البلد يعيش في حالة وفرة مالية، وقبول كلية طب ثلاثين طالبا في السنة أمر غير معقول.. كل ما سمعت من حجج لعدم مضاعفة أعداد المقبولين في كليات الطب هي حجج واهية. أليست لدينا خطة استراتيجية لتوطين مهنة الطب؟ ألا تعلم وزارة التخطيط أن هناك مستشفيات كثيرة في مناطق الأطراف تخلو من أي طبيب سعودي؟ هل لديها خطط مستقبلية، وكيف ستصل إليها في ظل هذه الأعداد القليلة؟
بالمناسبة؛ سمعت شكاوى عدة من طلاب كثر رفضتهم بعض كليات الطب على الرغم من كون معدلاتهم 98%!
الخلاصة: أهم خطوة في إطار توطين المهن هي توطين المهن الحساسة.. وليس توطين سوق الخضار أو الليموزين!