بين الحين والآخر يخرج علينا بعض الفنانين أو المحامين أو المفتين الجدد أو حتى لاعبو الكرة بتصريحات أشك أنهم يدركون مخاطرها وآثارها الكريهة.

عادل إمام – في الأشهر القليلة الماضية – كان (زعيم) أولئك الذين (يقولون) ثم (يتراجعون) حينما (يدركون)، ثم ينسون فـ(يكررون)، ثم إذا سألتهم مرة أخرى (سيتراجعون)، وهي ظاهرة بحاجة إلى عالم نفس اجتماعي لكشف أسرارها وسبر أغوارها!.

إمام سفّه من قبل – وبكل ما أوتي من كوميديا - المقاومة الفلسطينية، وحينما لم يستطع بمنطقه – الكوميدي أيضاً – أن ينتصر لوجهة نظره، تراجع عن تصريحاته وراح يلويها يمنة تارة، ويسرة تارة أخرى، مع أنها كانت شديدة الوضوح!.

قبل يومين فقط صرح عادل إمام في حواره مع صحيفة (المصري اليوم) بأن "العرب يتآمرون على الفن المصري"، ولا أدري ما هذا الفن الفذ الذي جعل العرب (يجتمعون) و(يتوحدون) ليتآمروا عليه، وهم الذين لم يتوحدوا على الانتصار للقدس!.

(إمام) هنا لم يكن (عادلاً)، ولا أدري إن كان يدرك جيداً معنى وأثر قوله: "إن هناك مؤامرة عربية ضد الفن المصري، لأنه سبب قوة مصر، لكنه سيبقى صامداً"، ذلك القول الذي أكاد أجزم أن (إمام) سيتراجع عنه في أول حوار قادم شريطة أن يضعه محاوره في زاوية (الكشف) دون انبهار بشخصيته الكوميدية والتسليم بهزلها!.

ثم من قال إن الفن هو سبب (قوة مصر)؟!. وأية (قوة) يعنيها عادل إمام؟!، هل هي قوة (الابتذال) في أفلامه وكثير من أفلام غيره التي يتحرج الإنسان من مشاهدتها بين عائلته على الأقل؟!، هل هي الأفلام العظيمة التي قدمها لنصرة القضية الفلسطينية والحقوق العربية بشكل عام، مع العلم بأنه لم يقدم فيلماً واحداً في هذا السياق؟!.

من المفترض أن مصر قوية بتاريخها وحضارتها ورجالاتها وعلمائها في مختلف المجالات، لا بفن أغلبه هابط ومسف كـ(التجربة الدنماركية) و(عنتر شايل سيفه)، و(الجردل والكنكة)، وعشرات، بل مئات من الأفلام والأغاني المخجلة!.

ثم إن قوة مصر هي قوة للعرب باعتبارها الشقيقة الكبرى، ومن ثم فلا أعتقد أن بلداً عربياً واحداً يريد لمصر أن يصيبها الوهن.

ترى هل يدرك عادل إمام ما الذي فعله بالمشاعر العربية وهي تقرأ اتهاماته لها بالتآمر على الفن المصري دون منطق أو سند؟!.

يقيناً لو أدرك: سيتراجع قريباً جداً، وسيؤوّل، ويحرّف، ويفسّر تصريحاته من جديد، فللكوميديا وجوهها المتعددة، وللعمر أيضاً أحكامه!.