وقف البيئيون في المنتدى الدولي البيئي الذي اختتم أعماله في جدة أول من أمس واستوقفوا، وكادوا يبكون الأطلال التي درست في الأفلاج، لبحيرة حملت اسم محبوبة قيس بن الملوح، جاءت من مرتفعات عسير إلى المنطقة التي تبعد نحو 350 كيلومترا جنوب غرب الرياض قبل أن تتحول إلى وجهة سياحية للسعوديين والغربيين.
واستحضر المنتدون ملامح البحيرة التي كانت عليها عام 1980، حين تشكلت بفعل مياه الأمطار التي سقطت على جبال عسير وانتقلت عبر الصدوع الأرضية إلى أن تكونت في منطقة الأفلاج، ثم عادوا ليتحدثوا بأسى عن وضعها الراهن الذي لا تزال عليه منذ مطلع القرن: صحراء مجدبة لا أثر فيها لنقطة ماء.
في أيامها، بحسب أوراق عمل منتدى جدة البيئي، كانت بحيرة ليلى قبلة لهواة الغطس والدبابات البحرية والقوارب، كما كانت، -وفقاً لوكيل وزارة المياه والكهرباء الدكتور محمد المسعود- أكبر بحيرة في صحراء الجزيرة العربية؛ إلا أن التطور الزراعي في المملكة أدى إلى أن تكون المياه الجوفية أقل انسيابا من الخارجية، فانتهى الأمر إلى جفاف "ليلى".
يذكر أن قاعدة الأفلاج تسمى ليلى تيمنا بالعامرية المشهورة في تاريخ الأدب العربي، التي عرفت بقصة الحب العذري بينها وبين مجنونها قيس بن الملوح.