تستمر حركة الاتصالات التي يجريها مساعدا رئيس مجلس النواب وأمين عام حزب الله علي حسن خليل وحسين الخليل بحثا عن حلول لعقد تأليف الحكومة المستعصية على الولادة، وسط تزايد الانقسامات بين أطراف الأكثرية نفسها وبين الأكثرية والمعارضة حول كافة الملفات الأساسية في لبنان.

وقالت معلومات خاصة بـ"الوطن" إن الأكثرية باتت أمام أفق مسدود في مواجهة ملفات وقضايا حساسة فيما لا يمكنها تأليف الحكومة في ظل الشروط المتوافرة حاليا، خصوصا رفض رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف نجيب ميقاتي الخضوع لمطالب رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون والتي تعني، بحسب المعلومات، قيام حكومة لون واحد سوف تؤدي إلى هز الاستقرار الداخلي وضرب علاقات لبنان بكبرى الدول وانعكاس ذلك على الأوضاع السياسية والاقتصادية.

وتقول المعلومات إن المراجع اللبنانية الرسمية تبلغت، وعبر قنوات متعددة عربية وغربية، أن تأليف حكومة واقعة تحت سيطرة حزب الله سيؤدي إلى الإضرار بمصالح لبنان مع الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وغيرها من الدول التي ترى في حزب الله "منظمة إرهابية خاضعة للنفوذ الإيراني".

في السياق نفسه ما زال النائب وليد جنبلاط يحمل الأكثرية مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة، وهو سيوفد الوزير غازي العريضي إلى دمشق اليوم للبحث في الموضوع الحكومي وتطورات المنطقة، وقد شدد أمس على "ضرورة العجلة والاستعجال في تشكيل الحكومة، لأنَّ الحكومة أياً كان لونها هي لجميع اللبنانيين"، محملاً "المسؤولية لفريق الأكثرية الجديدة.

من جهة ثانية، أكد سفير خادم الحرمين في لبنان علي عواض عسيري خلال تنظيم الملحقية الثقافية في السفارة احتفالا بمناسبة ذكرى البيعة أن الملك عبد الله يقف إلى جانب لبنان في شتى الظروف السياسية والاقتصادية، ومن ذلك دعوته الدائمة للبنانيين للحوار والمصالحة وتعزيز الوحدة الوطنية، إضافة إلى المساعدات التي أمر بها عقب عدوان يوليو 2006، وغيرها الكثير دعما منه للدولة اللبنانية وللحكومة وللمؤسسات الرسمية، لكي يتمكن هذا البلد من النهوض مجددا وتجاوز المحن التي ألمت به.