وجود كاميرات المراقبة يخفف العبء بشكل كبير جدا عن الأجهزة الأمنية.. يحد من الجريمة، ويوفر متابعة دقيقة للحدث.. قبل سنوات أتيحت لي الفرصة لمشاهدة غرفة التحكم في مرور الناصرية.. مجموعة كاميرات تم وضعها في عدد من الشوارع والتقاطعات المهمة.. وأمام بعض المنشآت الحيوية ـ أذكر منها بوابة الخروج في مطار الملك خالد ـ كان التحكم بالكاميرات يتم في الناصرية من خلال ريموت كونترول بحجم قبضة اليد! تستطيع أن تقترب بالكاميرا.. تستطيع أن تستدير بها إلى بقية الجهات.. تستطيع ـ وهذا المهم ـ أن تقرأ وبوضوح أرقام السيارات.. من إيجابيات العمل أن المرور يستطيع أن يشاهد الحوادث وأماكن الازدحام فيقوم بإبلاغ الدوريات للتدخل ـ لكن المشكلة أن الزحام ذاته لا ينتهي!
على أي حال، وجود كاميرات المراقبة له فائدة كبيرة.. الناحية الأمنية هي الأهم.. من الاستخدامات الأمنية الحديثة للكاميرا خلال السنوات الماضية المراقبة.. خذ هذا المثال البسيط: عند كل جهاز صرف آلي هناك كاميرا مراقبة تضعها إدارة البنك في مكان ما، تسجل صورة المستخدم وما يدور حول الجهاز.. حسن النية متوافر.. لكن الحذر واجب.. ولا يتم الرجوع للتسجيلات إلا عند الحاجة، حينما يتم الاعتداء بشكل أو بآخر على الجهاز! ـ بل حتى مصاعد الفنادق يتم استخدام الكاميرا لمراقبة ما يدور خلال ثوان وسطها!
ما سبق أمر معلوم.. لكنه يدفعني للسؤال: طالما أن الكل ـ دون استثناء ـ يدرك أهمية وضع كاميرات المراقبة ومراجعتها بشكل يومي، فما المانع من إلزام جميع مؤسسات الدولة باستخدامها؟
ما المانع ـ مثلاً ـ من استخدامها أمام بوابات المدارس، والجامعات، وفي ممرات الأجهزة الحكومية وداخل الأقسام الحيوية في المستشفيات ودور الرعاية وغيرها؟ الناس يحسبون ألف حساب للكاميرا.. ولو تم استخدامها في المراقبة ـ كما يحدث في أغلب عواصم العالم ـ فسنوفر الجهد والمال، وسيرتدع كل من يعتدي على الآخرين، أو يعبث بالأمن، لأنه يعلم أن الوصول إليه ـ بإذن الله ـ حاصلٌ لا محالة!