أكدت الأكاديمية بقسم التشريح في كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز الدكتورة سعاد شاكر، أن كليات الطب تعاني من نقص شديد في الجثث المخصصة للعمليات التعليمية، مطالبة بنشر ثقافة التبرع بالجثث لصالح التعلم، وذلك لمساعدة طلاب الطب على التدريب بأسلوب علمي صحيح.
وقالت لدى مشاركتها أمس في فعاليات "يوم التشريح"، الذي نظمه طلاب وطالبات كلية الطب بالجامعة "على الرغم من أن الجثث الصناعية شديدة الشبه بالجسم البشري، إلا أن الأثر الإيجابي للممارسة العملية التشريحية على جثث حقيقية يسهم في تميز الأطباء، لاسيما الذين يتخصصون في الجراحة، وعلى الطلبة الجامعيين التوجه إلى الأنشطة اللامنهجية لتنمية مواهبهم".
من جانبه، أكد الرائد الدكتور خالد بن يوسف مطر على أهمية تحفيز طلبة الطب للتخصص في التشريح الشرعي، مشيرا إلى أنه تخصص نادر ومهم من الناحية الجنائية والتحقيقية والقضائية. وأضاف أن الأدلة الجنائية تهتم بالاطلاع على الاكتشافات العلمية الحديثة، مؤكدا أن الطب الشرعي يحتاج إلى مادة التشريح الأكاديمي في ممارسته اليومية، سواء كانت في قضايا الأحياء والأموات وقضايا الاستعراف وقضايا التسنين، التي تعتمد على الخلفية الأكاديمية للطبيب الشرعي.
وفي ذات السياق، أشار رئيس قسم التشريح بكلية الطب الدكتور عبد المنعم الحياني إلى وجود جهاز لتحنيط الجثث بالجامعة، حيث حصل على براءة اختراع من هيئة براءات الاختراع التركية، موضحا أنه يقوم بتحنيط الجثة في فترة تتراوح ما بين 3 إلى 4 ساعات من دون تدخل الإنسان، وذلك بمادة "الشيلاك" الآمنة بدلا من مادة الفورمالين التي كانت تستخدم سابقا، والتي ثبت تسببها في الإضرار بصحة العاملين في هذا المجال. وقال إن "الشيلاك" مادة صمغية تفرز عن طريق بعض أنواع الحيوانات على لحاء الأشجار، حيث تتم تنقيتها من الشوائب ومن ثم استخدامها.
يذكر أن فريقا من الخبراء في قسم التشريح بكلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز مكونا من المهندس يحيي بدير، والدكتور عبد المنعم الحياني, والدكتور محمد باداود سجلوا براءة اختراع لحفظ الجثث والعينات التشريحية المستخدمة في تعليم الطلاب, حيث تعتمد عملية الحفظ على مادة "الشيلاك" بدلاً عن "الفورمالين" الضارة بصحة طلاب الطب خلال العملية التشريحية.