الدراما السعودية أصبحت في منافسة مع شباب "اليوتيوب". لم يعد المشاهد بحاجة للانتظار موسما واحدا ليضحك ويستمتع بالفن، بل على موعد نصف شهري تقريباً ليشاهد ما يمتعه بإخراج محترف ونصوص جميلة وبأدوات تصوير بسيطة. الملايين لم تعد هي الرهان على صناعة الدراما، بل هي الموهبة الحقيقية التي تفسح لنفسها المجال من خلال "يوتيوب". المشاهد هو الحكم والمخرج "حر" بلا قيود، ويفعل ما يريد في حدود النقد المسؤول.

الحلقات الأخيرة لبرامج مثل "ايش اللي" و"لا يكثر" و"على الطاير" توحي بتحول في صناعة مسلسلات الكوميديا الإلكترونية. أصبح العمل جماعياً.. فهد التبيري يمثل ويعمل مع عمر حسين ومع بدر صالح، والعكس. جميعهم أصبحوا يتعاونون بأداء أدوار تبادلية في أعمالهم. وهذا يعني أن العمل الجماعي لهؤلاء النجوم سيكون محرجاً للأعمال التلفزيونية التي يصرف عليها ملايين الريالات وعشرات الملايين من الإعلانات فقط لتكرار المشاهد والشخصيات مع نصوص مختلفة والفكرة مكررة.

هذه حقيقة الدراما السعودية، أو لنقل الخليجية. وفي شهر رمضان تحديداً، تبدأ مسلسلات المؤامرات والكوميديا والحزن والفرح، والمنتجون يبيعون أعمالهم بالملايين، لكن نجوم "يوتيوب" لديهم القدرة على جذب الأنظار، وتحويل مسار المشاهدة إلى الإنترنت، وبعملهم الجماعي بإمكانهم مفاجأة الجمهور بمسلسل قصير في مدة حلقاته، طويل في مسلسله، يعالج الأوضاع الاجتماعية. كل مبدع من مبدعي اليوتيوب لديه القدرة على جذب المشاهد، لو اجتمعوا في عمل جديد ومتقن فسيحرجون صناع الدراما المحلية والخليجية، فهم أمام مبدعين لديهم الحرية في الإنتاج والتصوير وكتابة النص بإبداع دون شراء أعمالهم بالملايين، لكن لديهم مشاهدين بمئات الآف، بل بالملايين.

هذه هي النجومية الحقيقية، وحان الأوان لـ"ديناصورات" الدراما بالترجل قليلاً، وترك الساحة للجيل المبدع الجديد، بدلاً من تكرار الشخصيات والمشاهد بشكل ممل، فقط من أجل الملايين.