تجدد القتال أمس في اليمن حيث سجلت اشتباكات بين المسلحين القبليين والقوات الحكومية أسفرت عن مقتل سبعة وجرح العشرات من أنصار الزعيم القبلي صادق الأحمر، وفي تعز (جنوب) حيث قتل سبعة متظاهرين برصاص الأمن، فيما استمرت المواجهات بين الجيش ومسلحي القاعدة في زنجبار (جنوب).

وكانت المعارك العنيفة تجددت في صنعاء قبل فجر أمس بعد هدوء نسبي استمر أربعة أيام. ودارت المواجهات في حي الحصبة بشمال صنعاء حيث منزل الأحمر. وسمع أولاً دوي قذائف هاون تلاها تبادل لإطلاق النار، واستمرت المواجهات العنيفة حتى صباح أمس وهدأت نسبياً اعتباراً من فترة الظهيرة. واتهمت السلطات الأحمر بإنهاء الهدنة، وفي المقابل، اتهمت مصادر قريبة من الأحمر السلطات بإطلاق النار مجدداً على منزل الزعيم القبلي. وأوضحت المصادر أن مقاتلي الأحمر استعادوا السيطرة على مبنى وزارة الإدارة المحلية بعدما كانوا سلموه إلى الوسطاء القبليين الذين تفاوضوا في شأن الهدنة مع السلطات اليمنية.

كذلك قتل سبعة متظاهرين برصاص الأمن في تعز أمس. وأفاد شهود أن حشوداً من أبناء الأرياف المجاورة لتعز كانوا يحاولون الدخول إلى المدينة للتظاهر واشتبكوا مع الشرطة. وذكر الشهود أن حالة فوضى تعم تعز إحدى أكبر مدن اليمن، وبدأت الاعتصامات المطالبة بإسقاط النظام فيها قبل أن تنتقل إلى صنعاء. وأضاف الشهود أن الشوارع مقطوعة بالحجارة من قبل المحتجين. وأكدت مصادر من المدينة تسجيل انتشار أمني كثيف لمنع تشكل تظاهرات ضخمة يسعى المحتجون المطالبون بإسقاط النظام إلى تنظيمها، غداة اقتحام وإخلاء ساحة الاعتصام في تعز بالقوة ما أسفر عن عشرات الضحايا. وأعلنت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي أمس أن أكثر من خمسين شخصاً قتلوا برصاص قوات الأمن منذ الأحد الماضي في مدينة تعز. وأشارت آخر حصيلة أوردها منظمو الاعتصام إلى مقتل 21 متظاهراً خلال قمع قوات الأمن اليمنية لهذا التحرك.

وفي سياق متصل قتل 13 جندياً وأصيب عشرات آخرون بجروح في هجومين أحدهما انتحاري وفي مواجهات مع مسلحين من القاعدة في مدينة زنجبار الجنوبية التي يسيطر عليها التنظيم ومحيطها. وقال مصدر أمني أن مسلحين من التنظيم هاجموا نقطة عسكرية في دوفس على مشارف زنجبار "ما أسفر عن مقتل أربعة جنود وإصابة عشرة آخرين". وفي وقت لاحق، أفاد مصدر طبي من مستشفى الجمهورية في عدن بأن جريحين توفيا متأثرين بجروحهما. وذكر شهود عيان أن المسلحين أقدموا بعد الهجوم على حرق عشر آليات عسكرية. وقتل خمسة جنود يمنيين. وأصيب 23 آخرون بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف موكباً عسكرياً عند النقطة العسكرية نفسها.

من جهته دعا رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسي الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى ضرورة التدخل الفوري والعاجل لجامعة الدول العربية في اليمن لوقف عمليات القتل المتصاعدة بحق الشعب اليمني، والتي تصاعدت حدتها أول من أمس في تعز وما أسفرت عنه من سقوط عدد كبير من المدنيين. وقال إن من بين المهام الرئيسة للبرلمان العربي وقف نزيف الدم بين أبناء الوطن الواحد وتحقيق تطلعات الشعوب العربية في نيل حقوقها المدنية والسياسية، واحترام القانون وتعزيز حقوق الإنسان. وعبر الدقباسي عن قلق ورفض البرلمان العربي للصراعات الداخلية والزج بالجيوش العربية في صراعات مع شعوبها ورفض استعمال القوة للوصول إلى السلطة أو البقاء فيها.