مهما اختلفنا على موضوع البطالة، ومهما اختلفنا أيهما "يحب الثاني أكثر" البطالة أم الشباب .. ؟

لابد أن الكثير منا يتفق على أن القطاع الخاص لا يزال مقصراً، وأن لدينا الكثير من الشباب الطموح المكافح .. حتى وإن "كسرنا مجاديفه" بالمثاليات، وذكريات بعض مسؤولينا الذين يكثرون من التشدق بمراحل كفاحهم العظيم بلا دافع سوى الطموح، وبداية الألف ميل .. !

وكذلك ذكريات رجال أعمال يفاخرون بأنهم بدؤوا حياتهم من "تحت الصفر" وهم اليوم يملكون من الأموال ما تنوء به خزائن البنوك السويسرية .. رغم أن العقل لا يستوعب ولا يصدق ما يقولون من "كبرها" .. !

وفي الوقت الذي أقرأ ما كتبه الأستاذ القدير تركي السديري عن الصحفي المميز علي الرويلي الذي بدأ حياته حارساً وتدرج حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم، أتذكر غيره الكثير من الحراس الذين لم يجدوا مثل "تركي السديري" ليدعم طموحهم ويوفر لهم الجو المناسب لمواصلة الكفاح، كما يذكر الرويلي حين قابله السديري رئيس تحرير الرياض وهو يُذاكر ويحرس بوابة الرياض، فنقله إلى السنترال وضاعف راتبه، ومنحه إجازة براتب أثناء الامتحانات .. وأتذكر ذلك الحارس الحريص المخلص في عمله الذي يتعرض للضرب من مديره، لأنه منع شقيق المدير من الدخول دون تسجيل بياناته كما هو النظام، ويضطر الحارس للتنازل عن حقه بعد كثرة الشفاعات، والإغراء بالمال لحارسٍ يقضي يومه على البوابة من أجل راتب ضئيلٍ .. !

نعم .. لدينا الكثير من الشباب الطموح المكافح، إلا أن لدينا أكثر من ذلك مسؤولين ورجال أعمال .. لا يتورعون عن تكسير "المجاديف" وقتل الطموح .. !

اليوم .. لم تعد البطالة حكراً على الهاربين من المدارس، بل نالت حظها من أصحاب الشهادات الجامعية رجالاً ونساءً. أين الخلل ؟