ارتكبت قوات الأمن والجيش اليمنية مجزرة في مدينة تعز، سقط نتيجتها مئات الجرحى والقتلى، بعد أن اقتحمت تحت جنح الظلام ساحة التغيير في المدينة، وأجبرت المتظاهرين المسالمين المنادين بالتغيير السياسي، على مغادرة المكان، بعد استخدام الغازات المسيلة للدموع والرصاص الحي.

وقالت مصادر معارضة في تعز إن قوات الجيش دمرت المستشفى الميداني في الساحة وأتلفت محتوياته، مشيرة إلى أن قوات الجيش استعانت بالجرافات لهدم المخيمات، كما هاجمت فندقا مجاورا لساحة الحرية كان يقيم فيه عدد من الإعلاميين، وأطلقت النار على فريق كان ينقل الاقتحام.

وخلال اجتماع مع المجلس العسكري الذي عقد في صنعاء ألقى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح كلمة انتقد فيها المحتجين المطالبين باستقالته قائلا "إن المطالبين بالتغيير تقودهم عناصر فاسدة منشقة على الجيش". وأشار إلى أنه "مع مطالب الشبان وسيتعامل معها بشكل إيجابي إذا تخلصوا من العناصر الفاسدة".

من جهة أخرى حاولت القوات الحكومية استعادة مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، بعد سيطرة تنظيم القاعدة عليها، فقصفتها جوا وبحرا. وقتل في العمليات 50 ضابطا وجنديا بحسب مصدر عسكري يمني.



"مجزرة في تعز"، كان هذا العنوان الأبرز للأحداث التي شهدتها مدينة تعز جنوب اليمن، بعد أن اقتحم الجيش وقوات من الحرس الجمهوري ساحة الحرية وأخلتها بالقوة من المعتصمين، ما أسفر عن مقتل 20 على الأقل وإصابة أكثر من 600 شخص، بينهم 150 أصيبوا بالرصاص الحي. ونفذت عملية اقتحام الساحة مساء أول من أمس واستمرت 12 ساعة، انتهت بتفريق آلاف المعتصمين منذ منتصف فبراير الماضي للمطالبة بإنهاء فترة حكم الرئيس علي عبدالله صالح الممتدة لـ 33 سنة.

وسمع إطلاق النار في المدينة طوال الليل وشوهد مئات الجنود ينتشرون صباحا في مداخل ساحة الحرية التي سويت بالأرض بعد فرار الآلاف من المحتجين نتيجة الإطلاق الكثيف للرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع وسط حال من الذعر لدى سكان الأحياء المجاورة الذين فر أكثرهم من منازلهم باتجاه مناطق آمنة.

وقالت مصادر معارضة في تعز إن قوات الجيش أشعلت النار في كثير من خيام المعتصمين، كما دمرت المستشفى الميداني في الساحة وأتلفت محتوياته، مشيرة إلى أن قوات الجيش استعانت بالجرافات لهدم المخيمات.

وأضافت أن قوات الجيش هاجمت فندقا مجاورا لساحة الحرية كان يقيم فيه عدد من الصحفيين ومراسلي وسائل الإعلام العربية والدولية، وأطلقت النار بكثافة على فريق إعلامي كان يتولى نقل عملية الاقتحام مباشرة وعلى الهواء. كما أقفلت قوات الجيش منافذ محافظة تعز بعد تقارير عن توافد الآلاف من مناطق الأرياف لنجدة الشبان المحتجين الذين اكتظت بهم كثير من المستشفيات الخاصة. وأثار الاقتحام موجة غضب واسعة لدى شبان الثورة في المحافظات والذين سيروا تظاهرات جابت الشوارع مرددين هتافات تندد بالمجزرة في تعز وتطالب بإسقاط النظام والتنحي الفوري للرئيس وأركان نظامه ومحاكمتهم.

ودانت أحزاب المعارضة في تكتل اللقاء المشترك ما أسمته "المجزرة"، وحملت نظام صالح مسؤولية سقوط الضحايا، فيما أكد شباب الثورة أن إرجاء مناقشة ملف اليمن في منظمة الأمم المتحدة أعطى صالح كثيرا من الوقت لممارسة القتل والتنكيل بالمحتجين السلميين، وطالبت الأشقاء والأصدقاء بممارسة الضغط على صالح لإيقاف نزيف الدم في البلاد.

وخلال اجتماع مع المجلس العسكري الذي عقد في صنعاء ألقى صالح كلمة انتقد فيها المحتجين المطالبين باستقالته قائلا إن المطالبين بالتغيير تقودهم عناصر فاسدة منشقة على الجيش. وأشار إلى أنه مع مطالب الشبان وسيتعامل معها بشكل إيجابي إذا تخلصوا من العناصر الفاسدة.

وتعرضت مدينة زنجبار التي سيطر عليها متشددون، لقصف من الجو والبحر بهدف استعادتها. وذكرت مصادر أن 4 عسكريين بينهم عقيد قتلوا بكمين نصبه عناصر من القاعدة مساء أول من أمس على مشارف المدينة.

وقال مصدر أمني إن "موكبا من التعزيزات قادما من عدن تعرض لكمين نصبه عناصر القاعدة على بعد كيلومتر واحد من زنجبار". وأشار مصدر طبي في مستشفى الجمهورية بعدن إلى أن سبعة جنود جرحى نقلوا إلى هذه المستشفى.

وأفاد مصدر أمني آخر أن 4 مسلحين من القاعدة وجنديين قتلوا خلال المعارك مع قوات اللواء 25 ميكانيكي التي لا تزال موجودة داخل مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين.