امتدح رئيس لجنة التسويق في الاتحاد السعودي لكرة القدم حافظ المدلج التوجهات الأخيرة المتعلقة ببيع حقوق النقل التلفزيوني لمباريات الدوري السعودي لكرة القدم، والتي تجعل لوزارة الداخلية كلمتها في تحديد الناقل الحصري لهذه المباريات.

وكشف المدلج أنه بناء على توصيات المقام السامي، وقبل سنة من انتهاء العقد الحالي الأخير لحقوق النقل، تم إرسال كراسة الشروط المتعلقة بعقد بيع الحقوق إلى الديوان الملكي، وقال "هذا يعد أمرا إيجابيا، خصوصا أن الديوان استغرق وقتا كافيا لدراسة الكراسة بعناية، وتم إصدار قرار بإعادة تشكيل لجنة ستتولى دراسة بيع حقوق النقل على أن تترأسها وزارة الداخلية".

وبرر المدلج هذا التوجه، بالقول "النقل التلفزيوني ليس مجرد مشاهدة مباراة فقط، بل بات بعد ثورة الفضائيات مرتبطا بالمجتمع وتوجيه الفكر"، مبينا أنه "لتحقيق البعد عن التعصب الرياضي رأى المقام السامي أن يكون لوزارة الداخلية كلمة في تحديد الناقل الحصري".

ولم يخف المدلج أن لدى وزارة الداخلية واللجنة المشكلة لموضوع بيع الحقوق توجها لأن يكون الناقل الحصري للدوري شركة سعودية برأس مال سعودي، ما يجعل القناة "الرياضية السعودية" وقناة "سبورت لاين" الأقرب إلى الفوز بالحقوق، وفرسي الرهان في هذا المجال، إلا إن بادرت روتانا أو (إم بي سي) لإطلاق قناة رياضية مقرها في المملكة، وحينها يمكن لأي منهما أن تدخل على خط المنافسة بقوة.

وتتولى شبكة قنوات الجزيرة الرياضية حاليا نقل مباريات الدوري السعودي، وذلك بعدما اشترت هذه الحقوق بامتلاكها الحقوق الحصرية لبطولات راديو وتلفزيون العرب (art) بما فيها كل البطولات التي كانت الشبكة تمتلكها.

وشدد المدلج على أن لجنة الاستشارة والتسويق في الاتحاد السعودي قدمت توصية للمسارعة بطرح بيع حقوق النقل التلفزيوني، وأوصت أن تتولى تقنيات الإنتاج شركة متخصصة تعد من أفضل 10 شركات متخصصة بالنقل العالمي، ولها تجربة بنقل الدوريات العالمية، وهو ما يضمن مواكبة النقل لطموحات الأندية والجماهير، ويرفع مستوى النقل، خصوصا أن ما يشاهد من نقل للدوري السعودي حاليا يعد ضعيفا مقارنة بما تشهده دوريات دول الجوار.

واستعرض المدلج رحلة النقل التلفزيوني للدوري السعودي عبر فترات زمنية عدة، مشيرا إلى أن قيمة هذا النقل تطورت على المستوى المادي، فبعد أن كانت بحدود الـ25 ألف ريال وصلت إلى 150 مليونا، وقال "ما قبل اتحاد 2001 لم يكن هناك ناقل للدوري سوى التلفزيون السعودي، وبمقابل بخس جدا قرابة الـ25 ألف ريال توزع على طرفي المباراة، كان هذا المبلغ بخسا فعلاً مقارنة بسعر ساعة بث مسلسل تلفزيوني والتي كانت تقارب الـ70 ألفا، ما يعني أن الساعة ونصف الساعة وهي الزمن القانوني للمباريات كان يجب ألا تقل من حيث السعر عن الـ100 ألف ريال، وكانت هذه معادلة غريبة".

وتابع المدلج معرجا إلى مرحلة تالية في مشوار حقوق النقل للدوري، وقال "ظهرت فكرة تسويق المباريات التي لا ينقلها التلفزيون السعودي، وهي قرابة أربع مباريات أحيانا في المحلة الواحدة، لكن هناك من عارض الفكرة، خصوصا أن تسويق المباريات كان سيتم لقنوات مسبقة الدفع (مشفرة)،، وجاءت المعارضة وليدة أن فكرة التلفزيون مسبق الدفع لم تكن قد انتشرت، وللخشية من أن يقود الأمر حال صعوبة شراء بطاقات فك التشفير إلى مطالبة النساء بحضور المباريات في الملعب، وكانت هناك محاولة لإفهام المعارضين لهذا النقل، لكن الرئيس العام لرعاية الشباب في ذلك الوقت الأمير سلطان بن فهد لعب دورا مهما في هذا الجانب، ودعم النقل التلفزيون وتم طرح منافسة لنقل تلك المباريات، وتقدمت قناة راديو وتلفزيون العرب (art) بعرض 6.6 ملايين ريال لمدة ثلاث سنوات، مقابل عرض 9.9 ملايين لأوربت التي فازت بالعقد".

وأضاف "عقب ترسية العقد على أوربت ظن رئيس مجلس إدارة (art) صالح كامل أن هناك مجاملة، فشكا الأمر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي كان وليا للعهد حينها، واشتكى له الاتحاد السعودي لكرة القدم معتبرا أنه أجحف في حق قناة (art) وأنه منح النقل التلفزيوني لأوربت بشكل غير عادل، وبدوره أمر خادم الحرمين الشريفين بتشكيل لجنة بحثا عن العدل مكونة من وزارتي المالية والثقافة والإعلام وديوان المراقبة مع الاتحاد السعودي ورعاية الشباب، واجتمعت اللجنة صيفا كاملاً تناقش وتحقق في شكوى صالح كامل، وثبت أن ترسية العقد مع قناة أوربت كان سليما ووفقا للشروط ولم يكن هناك إجحاف لقناة راديو وتلفزيون العرب.

وبنهاية العقد طلبت أوربت تمديد العقد سنة بعدما تأخرت بدايته نتيجة لشكوى (art) وفعلاً تم التمديد، وبعد انتهاء العقد طرحت مناقصة جديدة، وشكلت (art) واوربت تحالفا للنقل وتقدمتا بعرض مشترك لكننا وجدناه ضعيفا، حيث لم يكن غيرهما في المنافسة، فرفضناه وطلبنا من كل منهما التقدم بعرض منفصل، فدخلتا منافسة وقدمت إحداهما عرضا بـ30 مليون ريال، والأخرى بـ40 مليونا وذلك عام 2006، وكان هناك شرط في كراسة العروض يعلن أنه إن لم ترتق العروض إلى مستوى طموح الاتحاد ستلغى المنافسة، ويتم طرحها في مزايدة مفتوحة، وهذا ما تم فعلاً، فكانت هناك عروض جديدة حتى وصل العرض إلى 100 مليون ريال من (art) مقابل 90 مليون ريال من أوربت، ورسى العقد على (art)، وبعد مرور ثلاث سنوات من العقد طلبت (art) تمديده لأنها وقعت العقد في الصيف الذي سبق الدوري، فتمت الموافقة على التمديد، شرط إضافة نقل المباريات عن طريق الإنترنت مقابل زيادة 50% من قيمة العقد لتصل إلى 150 مليون ريال في السنة، وهذا يؤكد أن (art) كانت تربح من نقل الدوري".