تشير أغلب الإحصائيات إلى أن عادات الغذاء والممارسات الصحية الخاطئة شكلت أزمة حقيقية في المجتمع السعودي، لكن المدربة العالمية ومديرة التدريب في اتحاد الشباب لكرة القدم في ولاية نورث كارولينا الأميركية ساري روز ترى أن جذور تلك المشكلة تعود إلى فترة جلوس الفتيات على مقاعد الدراسة والتعود على عدم ممارسة الرياضة الصحيحة في المدارس والاقتصار على بعض الأنشطة الرياضية التي لا تفيد صحتهن. وتزور روز المملكة حالياً بهدف إعطاء ورش عمل تثقيفية وتدريبية للمدربات، ضمن زيارة لها لمنطقة الشرق الأوسط تضمنت البحرين وفلسطين. وفي حديث خاص إلى "الوطن" قالت إن تعليم الرياضة بشكل صحيح سيسهم في تطوير القيادات الشابة ويساعد على تواصل وتفاهم المجتمع مع بعضه البعض، وسيجعل الأطفال إيجابيين في المجتمع.

وأوضحت أنها التقت فريق جدة يوناتيد النسائي السعودي لكرة القدم وفرقا رياضية في السلة وفي السباحة في كل من كلية عفت وكلية إدارة الأعمال للفتيات. ووصفت تلك الفرق بالاستثنائية، مؤكدة أن عدم ممارسة الأنشطة البدنية، يؤدي إلى البدانة والإصابة بالسكر وأمراض القلب وغيرها من الأمراض.

وأثنت على المرأة السعودية، واصفة إياها بالذكاء الحاد، حيث تعمل بثقة وصبر لتحصل على ما تريد، مبدية تأثرها بسيدات سعوديات يعملن على إيجاد فرص عمل للشباب، منوهة بدور المتطوعات اللواتي يعملن على خدمة مجتمعهن.

وقالت: إن الفرق النسائية الموجودة في المملكة لا يمكن تصنيفها كفرق رياضية، والفتيات اللواتي قابلتهن في جدة والظهران يمارسن أنشطة بدنية وليست رياضية، مشيرة إلى عدم وجود جهة أكاديمية تؤهل الفتيات للتخصص في الرياضة في المملكة، مستشهدة بفتاة سعودية تعرفت عليها، حيث ذهبت لدراسة الرياضة في الخارج كمرحلة جامعية ثم الحصول على الماجستير، مفيدة بأن بعض الفتيات يشعرن بالإحباط من عدم اعتماد حصة مدرسية للرياضة، تساعد في تطوير مهاراتهن الرياضية بأسلوب علمي.

ورأت أن المرأة مؤهلة أكثر في تعليم الأطفال لأنها أقرب لهم نفسيا من الرجل في تلك الفترة، داعية إلى غرس حب ممارسة الرياضة لديهم منذ الصغر، حتى يستمروا في ممارستها طوال حياتهم مما يقيهم من أخطار بعض الأمراض.

وأكدت أن الرياضة ستساعد الأطفال على المساهمة في خدمة المجتمع من خلال انخراطهم في العمل الجماعي ابتداء من فصولهم الدراسية ومن ثم في منازلهم، ويلاحظ ذلك جيدا في الفرق الواضح بين أداء الطلاب الممارسين للرياضة عمن سواهم.

وبينت أنها وجدت الرضا النفسي الذي طمحت إليه حينما اختارت الرياضة كاحتراف وأسلوب حياة، حيث كسبت ثقة الأطفال وأسرهم فيها كمدربة، ملمحة إلى أنها تربت وسط ثلاثة ذكور وحصلت على ثقة والديها، مشيرة إلى اعتزازها بحصولها على منصب مدير مسؤول عن تنظيم وتقديم دورات تعليمية وتدريبية في كرة القدم في جميع أنحاء ولاية نورث كارولينا، حيث تفوقت على 59 رجلا كانوا يتنافسون على ذلك المنصب.

يُذكر أن روز تعمل حاليا كمديرة تدريب لرابطة كرة القدم للشباب في ولاية كارولينا الشمالية، كما أنها تعمل أيضا مع البرامج التدريبية في المدارس ونوادي كرة القدم التي تجري فيها تدريب الشباب على القيادة من خلال كرة القدم، كما أنها تشرف على تعليم إدارة العمل الجماعي لمراقبة ومساعدة الآخرين وتشرف على تدريب كرة القدم في ثلاث جامعات أميركية.