أعلنت لجنة القيم بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اليوم (الأحد29/5/2011) عدم وجود أدلة تدين السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا في قضية الرشى الخاصة بانتخابات الرئاسة التي تجري التحقيقات فيها حاليا.
وجاء ذلك حسب ما قاله بتروس داماسيب نائب رئيس لجنة القيم في مؤتمر صحفي عقد عقب جلسة استماع أقيمت اليوم في زيوريخ.وقالت اللجنة إنها على قناعة بأن ابن همام ووارنر سوف يتعين عليهما الإجابة على عدد من التساؤلات لكنها أكدت أنهما بريئان إلى أن يثبت العكس.وقررت لجنة القيم إيقاف القطري محمد بن همام عضو اللجنة التنفيذية للفيفا وجاك وارنر نائب رئيس الاتحاد بشكل مؤقت لحين انتهاء التحقيقات في قضية الرشي.
أما السويسري جوزيف بلاتر الرئيس الحالي للفيفا فلم تظهر أي أدلة تفيد بعلمه بمثل هذه الرشي المزعومة ، وبذلك سيتمكن من مواصلة مشواره لتولي رئاسة الفيفا للفترة الرابعة في الانتخابات المقررة يوم الأربعاء المقبل
، وذلك بدون منافس علما بأنه يشغل المنصب منذ عام 1998 .
ولن يخوض بلاتر منافسة مع أي مرشح في الانتخابات حيث أعلن القطري ابن همام انسحابه من انتخابات رئاسة الفيفا صبح اليوم (الأحد29/5/2011) ، قبل جلسة الاستماع التي عقدتها لجنة القيم بالفيفا.
وقال جيروم فالكه السكرتير العام للفيفا إنه ليس هناك ما يدعو لتأجيل الانتخابات ، والتي تأتي وسط أكبر أزمة فساد يواجهها الفيفا في تاريخه.
وأضاف فالكه "كل شيء على ما يرام وواضح من الناحية القانونية وليس هناك داع لتأجيل الانتخابات."
وقال القاضي الناميبي بتروس داماسيب الذي ترأس جلسة الاستماع إن إيقاف ابن همام ووارنر لا يعني إدانتهما بالادعاءات حول وجود رشي فيما يتعلق باجتماع ابن همام الذي عقده مع مسؤولي كرة القدم في منطقة الكاريبي يومي 10 و11 مايو الجاري في ترينيداد.
ولكنه أكد أن هذا الإجراء المؤقت ضروري لمنع أي تدخل وضمان عدم تعرض التحقيقات لأي تأثير.
وقال داماسيب إنه يتوقع إصدار حكم نهائي في القضية قبل يوليوالمقبل وقال فالكه إن مجموعة خارجية ستساعد في التحقيقات الجارية.
وكان عضو اللجنة التنفيذية بالفيفا ، الأمريكي تشاك بليزر، قد ادعى تورط ابن همام ووارنر في رشى خلال الاجتماع في ترينيداد ، وقد قدم أدلته اليوم الأحد للجنة القيم.
وقال فالكه إن المدفوعات النقدية التي بلغت نحو 40 ألف دولار جاءت من اتحاد بويرتو ريكو.
وقال ابن همام إنه تولى تغطية نفقات سفر 25 مسؤولا ولكنه نفى الاتهامات الأخرى ومنها دفع مبالغ لتمويل مشروعات كروية ، قبل أن يخضع مع وارنر اليوم لجلسة استماع أمام خمسة من أعضاء لجنة القيم.
وقال داماسيب إن بلاتر مثل في جلسة الاستماع للدفاع عن نفسه من الادعاءات الموجهة له من ابن همام حول أنه كان على دراية بالرشي المزعومة ولكنه لم يتخذ إجراء ضدها وهو ما يخالف القواعد الأخلاقية بالفيفا.
وتواجه الفيفا أكبر أزمة فساد بها ، بعد أن ادعت صحيفة "صنداي تايمز" في الخريف الماضي أن أعضاء تنفيذيين بالفيفا كانوا على استعداد لتلقي رشي مقابل أصواتهم في اختيار مضيفي بطولتي كأس العالم 2018 و2022 .
وكان عضوان فى اللجنة التنفيذية قد أوقفا وحرما من التصويت ، الذي شهد فوز روسيا بحق تنظيم مونديال 2018 وقطر بنتظيم مونديال 2022 .
وأثيرت المزيد من الادعاءات هذا العام ، حيث قال لورد تريسمان الرئيس السابق للاتحاد الإنجليزي خلال جلسة برلمانية في بريطانيا إن أربعة أعضاء تنفيذيين بالفيفا طلبوا رشى مقابل دعم ملف إنجلترا لطلب استضافة
مونديال 2018 ، واتهم عضوين بحصول كل منهما على 5ر1 مليون دولار مقابل التصويت لصالح قطر.
وضاعفت الادعاءات الموجهة ضد ابن همام ووارنر من أزمة الفيفا وعلت الأصوات التي تنادي بالإصلاح ، على غرار ما شهدته اللجنة الأولمبية الدولية في أواخر التسعينيات من القرن الماضي في أعقاب فضيحة الرشي في
اختيار مدينة سولت ليك لاستضافة الأولمبياد.
وصرح ريتشارد باوند نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية سابقا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) في إشارة إلى الفيفا ، قائلا "إذا جاءت تصورات تفيد بأن منظمة يستشري فيها الفساد ، فإن الأمر يصبح بأيدي المنظمة ، فإما تثبت عدم وجود فساد أو أن تتخذ الإجراءات المناسبة لعلاج ذلك."
وقال ابن همام لدى إعلان انسحابه من الانتخابات إنه لن يسمح بالمزيد من التشويه لاسم اللعبة التي يعشقها ، بسبب منافسة بين شخصين.
وأضاف أن اللعبة نفسها وعشاقها حول العالم يجب أن يكونوا في المقدمة. ولهذا السبب أعلن انسحابه من انتخابات الرئاسة ، مؤكدا أنه لن يفضل طموحه الشخصي على كرامة ونزاهة الفيفا.
وأصر ابن همام ووارنر على براءتهما ، وحذر وارنر أمس السبت من أن "تسونامي كرة القدم" سيضرب الفيفا.
وأثارت تلك الأزمة مطالب بإلغاء الانتخابات المقررة يوم الأربعاء المقبل ، ولكن هذا القرار يتطلب موافقة
75 بـ% من الاتحادات الـ 208 الأعضاء في الفيفا.