استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في الديوان الملكي بقصر السلام اليوم (الأحد29/5/2011) أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين وقادة وضباط الحرس الملكي وجموعاً من المواطنين من أهالي منطقة مكة المكرمة ومنطقة المدينة المنورة الذين قدموا للسلام عليه أيده الله وتهنئته بسلامة الوصول إلى جدة .
بعد ذلك ألقى الشريف هزاع بن شاكر العبدلي كلمة عن أهالي منطقة مكة المكرمة قال فيها " إن كلمات الحمد والشكر والترحيب بمقدمكم المبارك تبقى حائرة أمام مقامكم الكريم ، ماذا آخذ منها وأدع لوصف ما في النفوس من عظيم المعاني وجميل المباني ونحن نراك بيننا في الذكرى السادسة لتوليكم مقاليد الحكم وقد منّ الله عز وجل عليك بلباس الصحة والعافية وتفضل من جوده عليك بالشفاء ، فالحمد لله الذي أعطى فأكرم وأتم فضله عليك فأنعم فالحمد لله من قبل ومن بعد" .
وأضاف قائلاً " إن أهل منطقة مكة المكرمة أحب البقاع إلى الله يرحبون بمقدمكم المبارك مرددين بعبارة صادقة ومخلصة ( حللت دارك يا أبا متعب أهلاً وبين محبيك سهلاً ) ، فحي بك مليكاً محبوباً بين شعبه ، ووالداً حانياً بين ولده وراعياً أميناً بين رعيته ، حي بك في كل حال ، وحي بك ما نطق محب لك أو صدح بهذا الحب وقال " .
واستطرد الشريف هزاع بن شاكر العبدلي قائلاً " مليكنا المفدى ، إن ما تفضل الله به عليكم من نعمة العافية هو نعمة وفضل على أهل هذه البلاد المباركة جميعاً التي حباها الله اليوم في عالم مضطرب وحال متقلب بتماسك فريد بين قيادتها وشعبها ووحدة كلمة تجمعهم على كتاب الله عز وجل وسنة نبينا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وآله وسلم وهذا هو فخر وعز هذه البلاد المباركة إلى قيام الساعة " .
وأردف يقول" يا خادم الحرمين الشريفين ، لقد تركت الكثير والكثير من المفردات والمعاني الجميلة وتراكيب الألفاظ التي هي بك لائقة أنيقة ، والتي تعبر عن عظيم ما تكنه النفوس لك من مودة وتحفظه القلوب لك من محبة ولم أجد أعظم ولا أجل وأكرم من كلام حبيب الله وحبيبك وحبيبنا سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال " خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم " فهنيئاً لنا أننا بأصدق معاني الحب نحبك وبأعلى مراتب الود نودك ، حب بعيد عن كل ما يشينه وينقصه من معاني النفعية حب مبناه الصدق وعنوانه وشعاره الوفاء من أهل الوفاء لرجل الوفاء عبدالله بن عبدالعزيز الملك الإنسان الذي أحب شعبه فأحبوه ، وعاش همومهم فصدقوا معه " .
وقال العبدلي " ها نحن اليوم أيها الملك المفدى نكرر لكم هذه المعاني التي جاشت بها قلوب محبيك من شعبك ونحن نمر بالذكرى السادسة للبيعة معبرين لمقامكم الكريم بكل ما تقدم وزيادة من التقدير والوفاء والإخلاص والولاء وأبناء المملكة لا يزالون ينعمون بقرارات الخير الأخيرة التي عمت كل إنسان في كل أرجاء البلاد وما خصصتم به منطقة مكة المكرمة من استثناءات تجاوزت كل حد وتتابع عطاء وبذل وعناية يدك الكريمة عليها حتى زرعت الأمل في نفس كل مواطن لتصنع تطوراً كبيراً وبنية تحتية متينة ورخاء تجاوز كل التوقعات ، ولم تكتف بهذا الخير الوفير الذي خصصتنا به بل زدت الفضل وجددت الثقة في أمير منطقة مكة المكرمة سمو الأمير خالد الفيصل فكان فضلك علينا مضاعفاً " .
وفي ختام كلمته قال " يا خادم الحرمين الشريفين أهلاً بك في منطقة مكة ومحافظاتها وثغرها بين أميرها وأهلها ، سائلين الله عز وجل أن يسدد خطاكم وأن يجعل التوفيق للخير رفيق طريقكم ، وأن يحفظكم بحفظه ويشملكم بعنايته وأن يجعل الخير على يديكم وبين يديكم ، وأن يدرأ بكم عن هذه البلاد ومن فيها الشرور في وقت لا تستقيم فيه الأمور إلا بالوحدة والتماسك على الحق والهدى والنور ، وأن يجعل بلادنا خير البلاد أمناً ورخاءً واستقراراً في ظل عهدك الميمون عهد الخير والعطاء ، وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين " .
بعد ذلك ألقيت كلمة أهالي منطقة المدينة المنورة ألقاها نيابة عنهم الشيخ صالح بن عواد المغامسي قال فيها :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ، فإن من اليقينيات التي يؤمن بها كل مسلم أن الفضل كله بيد الله يقدم من يشاء بفضله ويؤخر من يشاء بعدله ولا يسأله مخلوق عن علة فعله ولا يعترض عليه ذو عقل بعقله .
أنعم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم عبر تاريخها المجيد بحكام موفقين ورجال مباركين سعدت بهم الأمة وافتخرت بهم الأيام وهؤلاء الحكام والملوك عبر تاريخ الأمة المجيد جعلهم الله جل وعلا رحمة ونعمة وسؤدداً للأمة رزقهم الله جل وعلا من البصيرة ما يجعل الناس يفزعون إليهم عند نزول الحوالك ورزقهم الله تبارك وتعالى وجعل على يديهم الخير والأمن والفضل على جميع الممالك ، وأنت يا خادم الحرمين الشريفين أيها الملك الموفق المبارك بحمد الله وفضله واحد من هؤلاء الأفذاذ الكبار الذين أنعم الله عليهم وأنعم بهم ، وقد تجلى هذا كله منذ أن تنادى الحاسدون وتداعى المرجفون فأظهر الشعب أثر القرآن الذي في قلبه ، القرآن الذي يدعوا إلى اللحمة والسمع والطاعة والوحدة وظهر كذلك خيرك وعطاؤك على الناس ويقين المؤمنين في هذه البلاد المباركة لولي أمرها فبهت الذي حسد وذهل الذي يرصد وأنقلب إليهم الطرف خاسراً وهو حسير ، ثم أنه بعد ذلك بيومين أطل على الناس سمو النائب الثاني ليهنئ الشعب النبيل بصنيعه وليقول لهم مباركاً ومهنئاً اليوم نقول هنيئاً لخادم الحرمين الشريفين بشعبه وغداً نقول هنيئاً للشعب بخادم الحرمين الشريفين فما أطلت الجمعة التي تليها ألا وأطلت سحابة كرمك ففاضت من غير رعد وسقت من غير بخس وجرى نهرها العذب فلم يبق واد إلا ورواه ولا ذو عطش ألا وسقاه وذلك فضل ساقه الله على يديك ونعمة من قبل ومن بعد أنعم الله بها عليك .. قال الإمام الشافعي رحمه الله( وأفضل الناس ما بين الورى .. رجل تقضى على يده للناس حاجات) .
6 سنين نيرات مرت من حكمك المبارك نرجو الله أن يمتعنا بأيام حكمك أزمنة عديدة وسنين مديدة في عفو وعافية منه ، من قرأها تبين له أمور.
قلت للشعب وأنت تطل عليهم لا تنسوني من دعائكم ، كلمة لم يقلها زعيم عربي معاصر فيما نعلم كشفت عن جوانب وحقيقتين في شخصيتك المباركة الأولى : معرفتك الحقة بربك وهذا والله أعظم العلم وأجل المعرفة ، والثانية : بعدك عن الكبر وهذان هما طرفا المجد اللذان يكتب الله جل وعلا بهما لأي عبد خيري الدنيا والآخرة.
أيها الملك المبارك مآثرك قائمة على سوقها لا تحتاج لمثلي أن يعددها وما جئت هنا لأسردها لأننا جميعاً نعيشها ظلاً وافراً وحاضراً حياً نحياه جميعاً لكنني وقفت نيابة عن أهالي منطقة المدينة المنورة لأقول أن الله جل وعلا رزقك ثلاث خصال .. الهمة العالية ، والعزيمة الثابتة ، والتعفف عن أموال المسلمين، وإذا أراد الله بملك خيرا أعطاه هذه الثلاث فما مدح الملوك ولا أعطوا شيئاً أعظم من الهمة ولا استطاعوا أن يبنوا مجداً إلا بعزيمة ثابتة ومتى طهرت أثوابهم وكانت نزاهتهم تعلق الناس بهم وهذا ما يعيشه الناس واقعاً حقاً مع شخصك الكريم.
أيها الملك المبارك تخرج من قصرك ليلاً لتزور بيوت المساكين والفقراء ثم تصبح عليك الوقار والدين ومهابة الملك وأنت في محافل الزعماء والملوك والرؤساء تبيت مع مستشاريك تبحث ماذا تنفع به المواطنين وفي الصباح تقارع قادة العالم في قمة العشرين وفيما بين ذلك تنظر في توسعة الحرمين وتنظر كيف تسوق الخير للمسلمين، في مجلسك يتلى القرآن ويفسر لعلمك أنه لا عزة للأمة إلا بكتاب ربها ، وفي مجلسك يقدر العلماء ويتصدرون لعلمك أنه لا عزة للأمة إلا بعلمائها ، وفي مجلسك ينصف المظلوم والضعيف لأنك تؤمن أنه لا خير لأمة لا تأخذ الحق لضعيفها.
أيها الملك الموفق المبارك أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤنك السلام ويقولون لك أميراً ومسؤولين ومواطنين يقولون لك في قلوبنا محبة نسأل الله أن يجعلها خالصة لوجهه ولك في أعناقنا بيعة جئنا نجددها ونعوذ بالله أن نحيد عنها ولك في أعيننا مكانة ومقاماً وإجلالا لم تزده حوادث الأيام والدهر إلا رسوخاً وثباتاً وعلواً .
أيها المبارك هذا كله نعمة من نعم الله علينا جميعاً في هذا الوطن الأغر اسأل الله أن يرزقنا شكر نعمته ولا أعظم من ذكره فأن ذكر الله أنس السرائر وحواط الضمائر وأقوى الذخائر ( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون) وصلى الله على محمد وآله والحمد لله رب العالمين".
عقب ذلك ألقى الشاعر بشير بن علي الصاعدي قصيدة بين يدي خادم الحرمين الشريفين.
بعد ذلك ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الكلمة التالية :
بسم الله الرحمن الرحيم
"إخواني المواطنين في أي بقعة من بقاع المملكة العربية السعودية أهنئ نفسي بكم وبأخلاقكم وثقتكم بدينكم ووطنكم ، وأشكركم لأن بعض الإخوان من أهل مكة والمدينة وجدة زاروني وباركوا ، والحمد لله الذي أوصلنا إلى هذا الوقت العظيم ، وقت ولله الحمد المملكة العربية السعودية أنتم تعرفونها ويعرفها القاصي والداني أنها وفية بأي كلمة تصدر منها ، والمملكة العربية السعودية ولله الحمد مقبولة عند القاصي والداني .
يا إخوان أوصيكم بتقوى الله فوق كل شيء ثم حب الوطن .
وثانياً أوصيكم بكلمة هي بسيطة ، ولكني أوصيكم بها لأن الإنسان بدونها لا إنسان وهي الصدق .. الصدق .. الصدق .. عليكم بالصدق في معاملاتكم وفي بيوتكم وفي أولادكم وفي أقاربكم وفي من يسمع منكم .
أرجوكم أن تتمسكوا بالصدق لأن الصدق حبيب الله وهو أوفى للإنسان وأوفى ما للإنسان الصدق ، لأنك إذا صدقت صدقوك العالم كلهم ، وإذا زليت بزلة لو كلمة واحدة ما عاد احترموك ، الإنسان صدق لازول .
إخواني : أرجوكم هذه تحياتي لشعب المملكة العربية السعودية ، شعب الوفاء وشعب الخير ، شعب المقدرة شعب الأخلاق ولله الحمد . وأنا ما أنا إلا خادم لكم ، أنا ما أنا إلا أقل من خادم لكم ، صدقوني أنني لا أنام إلا ولله الحمد سائلاً عن كل المناطق ما هي الحوادث فيها ، وش اللي ما صار وش اللي صار. ولله الحمد هذا ما هو كرم مني . هذا وفاء وإخلاص لكم ، وحبكم لي لن أنساه ، ولن أنساه مادمت حيا ، أشكركم وأتمنى لكم التوفيق وأتمنى أن تعينوني على نفسي ، وشكراً لكم ".
عقب ذلك تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود هدية تذكارية من أهالي محافظة الطائف تشرف بتقديمها محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر.
حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز وسمو الأمير عبدالله بن خالد بن عبدالعزيز وسمو الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة وسمو الأمير فيصل بن مساعد بن عبدالرحمن وسمو الأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي وسمو الأمير حمود بن سعود بن عبدالعزيز وسمو الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة وسمو الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة
والسمو الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين وسمو الأمير منصور بن ناصر بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين وسمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد مستشار خادم الحرمين الشريفين وسموالأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء.