عاد اللواء محمد بن داخل الجهني مجددا لترشيح نفسه لرئاسة نادي الاتحاد بعد أن لمس سلبيات عدة ظهرت على السطح، اقتنع أنها ستستمر، وأنه لا بد من تدخله لإصلاحها.
ويؤمن ابن داخل بالتغيير الكامل والتجديد الدائم، لذا يحرص على تغيير الإدارة السابقة بتعيين رجال يثق بهم، ويسعى إلى ضخ دماء جديدة وسط اللاعبين والإبقاء على الأجدر فقط، معلنا أنه إن لم يحقق المدرب بطولات دون حظ، فإنه سيأتي بالبديل فورا.
ويراهن ابن داخل على أن سياساته الإدارية العلمية المقننة ستحقق بطولة دوري الأبطال الآسيوي وتصل بالاتحاد إلى العالمية، وأن هذا هو هدفه الرئيس من السعي لتولي رئاسة النادي.
وكشف ابن داخل لـ"الوطن" السياسات الإدارية التي سينتهجها حال توليه رئاسة النادي، والنهج الذي سيسير عليه ليعتلي الاتحاد منصات التتويج محليا وخارجيا، وكثير من الأمور الأخرى التي تتعلق باللاعبين والمدرب...
ما سر ترشحكم لرئاسة النادي بعد تراجعكم عن ذلك في فترة سابقة انتهت بفوز خالد المرزوقي؟
أنا أحب نادي الاتحاد، ثم إنني رجل يعشق النجاح ومتفائل به دوما، ومن قبل لم يكن الوضع مناسبا لتحقيق هذا النجاح فتراجعت بسبب حواجز واجهتها ولم يكن بمقدوري أن أتجاوزها.
إذا هناك تغييرات حدثت بين الفترتين دفعتك للترشح مجددا؟
نعم حدثت تغييرات عدة، وأتوقع أنها ستستمر، فعندما رأيت السلبيات تتفشى، حرصت على التدخل لإصلاح الأمور لعلي أحقق النجاح المطلوب.
ما طبيعة هذه السلبيات؟
لا أستطيع أن أتحدث عنها، فلا بد أن تبقى داخل البيت الاتحادي، إنما بعضها واضح للجميع، وبعضها الآخر لا أحبذ ظهوره لعموم الناس.
البعض يردد أنكم تبحثون عن تواجد إعلامي فقط وأن أمر الكرسي محسوم؟
هي ليست مسألة حب في الظهور أو حصول على شهرة إعلامية أو وجاهة أو سمعة، فأنا موجود في النادي منذ أكثر من 30 سنة، أشرفت خلالها على لعبتي القدم واليد وفئتي الناشئين والشباب، وأسهمت في تسجيل عدد من اللاعبين، ما يهمني هو مصلحة الاتحاد، والاتحاديون يعرفون هذا عني تماما.
ترشحكم أتى نزولا عند رغبة الشرفيين أم رغبتكم الشخصية؟
كلا الأمرين، أعضاء الشرف يطلبونني رئيسا، ومن جانبي أتوقع ـ إن ترأست ـ تحقيق النجاح لأن هذا هو الوقت المناسب الذي يمكن أن أقود به الاتحاد لأقدم له عملا مميزا.
ما الخطوط العريضة لملفك الترشيحي؟
لا أريد أن أستبق الأحداث، سأعلن كل شيء في الوقت المناسب.
يقال أن موازنة النادي ستبلغ 130 مليون ريال؟
نعم هذا هو المبلغ الذي أرى أنه سيصل بالاتحاد إلى العالمية، وقد يزيد أو ينقص قليلا.
ألا تعتقد أن تمتع منافسكم منصور البلوي بالخبرة والمال والعلاقات كاف لفوزه؟
منصور صديق عزيز وشخصية أفتخر بها، والرجل قدم كثيرا للاتحاد، فإن فاز سأضع يدي بيده وأكون أول مهنئيه، ولو فزت بها أنا فسيكون قريبا مني.
ابتعاد البلوي عن رئاسة الاتحاد سبب قلقا لمعظم الرؤساء، فكيف سيكون وضعكم حال فوزكم وإخفاقه؟
أنا لا أخشاه لأن علاقتي به جيدة وأسعى إلى تواجد جميع أعضاء الاتحاد حول النادي وإنهاء الخلافات تماما مع مرور الوقت، ومتى ما اتحد الاتحاديون، سينطلق الاتحاد ولن يجد أحدا يقف أمامه.
إلى أي حد ترى حظوظ فوزك قائمة؟
إن أراد الله تعالى لن يقف أحد أمامي، وإذا لم يرد فهذا ما كتبه علي، دائما أدعو أنه إن كانت الرئاسة خيرا لي فأرجو أن يوفقني لها الله عز وجل، وإذا لم تكن فليبعدني عنها.
يحكى عن سلبيات في إدارة علوان الحالية، ما الذي ستحاول إزالته منها؟
أعتبر نفسي مكملا لإدارة علوان وللإدارات السابقة بكل ما فيها من سلبيات وإيجابيات، فالجميع يعمل لمصلحة النادي، وربما أقع أنا أيضا في أخطاء، لكن المهم أن نفتح صفحة جديدة لنصنع ناديا للوطن يصل للعالمية.
لكل رئيس جديد أولويات، ما هي أولوياتكم؟
من أولوياتي، إعادة التنظيمات الداخلية في النادي، فأنا أؤمن بالتغيير وأن الناس تعطى لهم الفرص، ومن واجب من سبق أن يمنح الفرصة لغيره، سأقوم بتغيير كامل إداريا وفنيا، سأجلب رجالي الذي أثق بهم وبحبهم وإخلاصهم للنادي، وأضمن تكاتفهم معي وتعاونهم حتى لا أبدأ وأفاجأ بشخص استقال أو خرج ينتقد سلبيا في الإعلام، سأقضي على أمور كثيرة في النادي، وأجلب من أرى أنهم يعملون لمصلحة الاتحاد فقط ويحققون معي النجاح، لا أريد من يعمل بالاسم فقط.
وماذا عن الأسماء التي سبق أن أعلنتم أنها ضمن فريق عملكم؟
كل ما نشر في الصحف غير صحيح، لم أعلن عن أحد سوى جمال فرحان لأن الجمهور يهتم بفريق القدم ومعرفة من سيدير الفريق، وفرحان لا يختلف عليه اثنان.
ما الترتيبات الخاصة التي وضعتموها بشأن الفريق الكروي الأول؟
ضخ دماء جديدة من اللاعبين المحليين والأجانب فلا بد من التعاقد مع الأفضل، والجودة مهمة، لن أجلب لاعبا أقل من المتواجدين في النادي حتى يتقبل ذلك اللاعبون أنفسهم والجمهور والإعلام.
وتصوراتك عموما للفريق؟
هدفي الأساسي الوصول بالاتحاد إلى العالمية عبر بوابة الآسيوية، لدي أمل كبير في ذلك، لا أستبعد أبدا أن يحقق الاتحاد لقب دوري الأبطال الآسيوي، فكل المعطيات تشير إلى ذلك، فهو النادي الوحيد الذي يمثل المملكة في البطولة حاليا، وسيجد دعما كبيرا من المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب وأعضاء شرف النادي ومحبيه، وحتى إذا كان هذا الدعم معنويا لكنه سيؤدي إلى تحقيق أهداف إيجابية، كما أنه إذا حدث والتقينا بفريق سهل سيتحقق لنا ما نريد لأنني أؤمن بالحظ كثيرا.
أتقصد السد القطري؟
نعم أقصد السد القطري، أتمنى ملاقاته ليكون الخطوة التي ننطلق منها نحو الكأس ثم العالمية، وهذا لا يعني أن الحظ كاف لكننا نحتاج إلى العمل أيضا.
هل ترى أن مستوى الاتحاد يؤهله للفوز بالبطولة الآسيوية؟
سيكون مؤهلا بأفضل اللاعبين الأجانب والمحليين الذين سنتعاقد معهم، وبمدير فني على مستوى عال.
لكن يقال إن مدربكم الحالي ديمتري هو من صنع الفوز الأخير على الهلال؟
عوامل كثيرة مكنت الاتحاد من الفوز على الهلال، وديمتري العامل الأساسي لأنه راقب جناحي الهلال خصوصا ويلهامسون مفتاح الفوز في الهلال بظهيرين ضيقا عليه واختنق وهذا أمر لم يحدث من قبل.
وأيضا روح وحماس اللاعبين الذي يعدون الآسيوية لعبتهم، وحبا في التفوق على بطل الدوري والكأس، وكانوا مهيأين نفسيا بما يملكون من نضج وخبرة لمثل هذه اللقاءات.
وما لم يعرفه أحد أن ديمتري فرض انضباطا عاليا بين اللاعبين في اللعب والتدريب والوقت بقوة شخصية وحب اللاعبين له، كما أن اللاعبين الأجانب لعبوا أفضل مبارياتهم على الإطلاق هذا الموسم، ولا أنسى الدور الذي لعبه الجمهور.
ماذا عن ملف اللاعبين الأجانب؟
يجب أن تكون هناك دراسة جيدة وألا نستعجل في جلب إلا من يفيد الفريق في المراكز المهمة، ويجب أن يكونوا أفضل من المحترفين الأجانب حاليا والسعوديين وإلا اكتفينا بالموجودين.
ألن تجدد لمن شارفت عقودهم على الانتهاء؟
الواقع أن باولو جورج أبدع أمام الهلال في دوري آسيا، ونونو أسيس (أتعس) لاعب أجنبي في الملاعب السعودية قدم مباراة كبيرة، لذا ستكون مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال امتحانا لمحترفي الاتحاد الأجانب، وسيدخلون تقييما نهائيا، وإلا سنجلب لاعبين دوليين على مستوى عال جدا في بعض الخانات بعد أن ننسق مع المدير الفني سواء كان ديمتري أو غيره.
هل ستتمسكون بأحمد حديد أم ستتركونه ينتقل للشباب؟
حديد لم يتحدد أمر بقائه من عدمه، وعندما أتسلم الرئاسة سأناقشه في الموضوع، وإذا لم نتفق فلدي من هو أفضل منه.
هل ستبقي على ديمتري إذا حقق نتائج جيدة أو فاز بلقب كأس خادم الحرمين؟
سنضع حكمنا على ديمتري من خلال النتائج وأيضا أسلوب تدريبه وقبول اللاعبين لطريقته. وبشكل عام يملك ديمتري علاقة طيبة مع اللاعبين ونجح معهم من قبل، لكنني أتمنى التجديد إلا إذا استمر ناجحا فإنني لن أستغني عنه.
ولا يعني تحقيقه للكأس أنه سيبقى لأن النتائج هي مؤشر فقط على جودة المدرب فربما يحقق الكأس بالحظ وهنا لن أسمح للعاطفة أن تتدخل، فأنا أميل للاتجاه العلمي في العمل واتباع خطوات مقننة إيجابية.
ألا تخشى من تأثير قائد الفريق محمد نور على اللاعبين أو الجمهور أو الإعلام في فترة رئاستك؟ وبمعنى آخر هل سيشكل عائقا لك أم يمكنه أن يكون ورقة رابحة لديك؟
أعرف نور جيدا منذ أن أشرفت عليه وهو في فريق شباب النادي وتربطني به علاقة قوية، وسيكون له تعامل معين باعتباره نجما لكن بمساواة مع بقية زملائه، لا أخشى نور فهو لاعب تهمه مصلحة النادي، وعموما أي نجم يؤدي دوره، وإذا استطعنا التعامل معه بشكل إيجابي فسيكون تأثيره إيجابيا على الفريق، فلكل لاعب حقوق وعليه واجبات وهناك حدود لكل لاعب مهما كان نجما.
إلى أي مدى أنتم قادرون على إعادة الألعاب المختلفة في النادي للواجهة مجددا؟
ستخضع فرق الألعاب المختلفة لدراسة دقيقة ولن أبقي إلا اللعبة التي تفيد النادي وتحقق البطولات، علما أنني أخدم وطني من خلال النادي وشبابنا يحتاج إلى اهتمام ودعم ليس رياضيا فقط بل اجتماعيا وثقافيا. وسأهتم بالطلاب من اللاعبين فالعلم من اهتماماتي ولا بد من متابعة هؤلاء ومساعدتهم لكي نرتقي بالنادي.
كيف ستكون سياستكم في التعاطي مع الإعلام خلال فترة رئاستكم للنادي؟
أحبذ أن أعمل وأن يتحدث عني الإعلام من خلال أعمالي ولا أتحدث عنها بلساني، وأرى أن التخصص مطلوب، فسأجلب رجلا إعلاميا متخصصا لإدارة المركز بالنادي كنوع من التجديد خصوصا أن عدنان جستنية لا يرغب في الاستمرار، وهذا لا يعني أن الموجودين غير ناجحين إنما من سياسيتي التجديد ولكل منا سياسته الخاصة.