"ضمونا قبل أن يُقتل فينا الأمل" هذا هو لسان حال الطلاب والطالبات الدارسين في الخارج على حسابهم الخاص عبر صفحتهم في "الفيسبوك" والتي تابعتها بعد تواصل بعضهم معي بجانب حسابهم في"تويتر"، إنهم يشكون معاناتهم المادية في ظل مصروفات المعيشة الغالية، ناهيكم عن حالة القلق التي تنتابهم خوفا من الاضطرار للعودة وقطع الدراسة إذا ما قصرت اليد، ومن ثمّ ترك الأحلام التي بدؤوها خلف ظهورهم، نتيجة تعثر معاملاتهم في الملحقيات الثقافية وتأخر انضمامهم إلى برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، هذا المشروع الحضاري الرائد والبالغ الأهمية من أجل تحديث بنية المجتمع معرفيا وعلميا وعمليا، وإثرائه بأبنائه الذين سيعودون بلغات مختلفة اكتسبوها هم وأسرهم، بجانب التخصصات العلمية التي سوف تصب في صالح استثمار سوق العمل والتعليم، ولكن هؤلاء الدارسين على حسابهم الخاص سافروا إما لعدم توفر مقاعد تستوعبهم في الجامعات، وإما ليدرسوا التخصصات التي لم تُفتح لهم أبوابها بالقبول، سافروا مغامرين لأجل تحقيق طموحاتهم وأحلامهم، فبعضهم استدان أهله قروضا بنكية مالية وآخرون باعوا شيئا يملكونه لتكبد تكاليف السفر والمعيشة والدراسة لبضعة أشهر، وفيما كانوا يحملون مغامرتهم هذه في كفّة كانوا يحملون في كفّة أخرى أملا كبيرا بالانضمام إلى برنامج الابتعاث والتمتع بالمكافآت التي تعينهم على إكمال مشوار العلم والطموح. وهنا أتساءل بصراحة، لماذا يتم تأخير انضمام هؤلاء الدارسين إلى برنامج الابتعاث ما دامت الشروط تنطبق عليهم ولا يختلفون عن زملائهم الذين تم ابتعاثهم؟ ومنذ بضعة أيام قرأت أن أكثر من 14 ألف طالبة يدرسن في الخارج على حسابهن، ولم أقرأ إحصائية دقيقة لأمثالهم من زملائهم الدارسين وبحسب ما عرفت أنهم يقدرون بثمانية آلاف، فلماذا لا يتم ضمهم لزملائهم وزميلاتهم الذين يرعاهم برنامج الابتعاث والبالغ عددهم مائة ألف طالب وطالبة! فالبرنامج الذي يرعى هذا العدد قادر على استيعاب بضعة آلاف أيضا، خاصة أن بعضهم قطع ربع ونصف الطريق، ولهذا أرجو من وزارة التعليم العالي التسريع في قبولهم، والتشديد على الملحقيات في التعامل السريع معهم لإنهاء إجراءاتهم، إنهم أبناؤنا وبناتنا وواجب علينا رعايتهم وحمايتهم في الداخل وفي الخارج، فضُموهم قبل أن يُقتل الأمل فيهم، وبدلا من المساهمة ببناء طموحات وطنية يستثمرها الوطن، يكون التأخر سببا في رجوعهم واغتيال ما يمكن استثماره فيهم دون الانتفاع به لصالح الوطن.