اعتبر وزراء وبرلمانيون بحرينيون ما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بفضل رؤيته الثاقبة، يؤسس لمشاريع وطنية مميزة ويطلق مبادرات خليجية ويُقدِّم رؤى وازنة لمختلف القضايا التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية. وذكر كبار المسؤولين في مملكة البحرين في أحاديث لـ "الوطن" بمناسبة ذكرى البيعة أن خادم الحرمين قدّم إسهامات جليلة للقيادة والشعب البحريني، من أبرزها المؤازرة السعودية لما مرّت به المنامة من أحداث مؤسفة اندلعت شرارتها في فبراير الماضي وهبته السامية بإنشاء مدينة طبية ستطال فائدتها جميع مواطني دول الخليج.
يقول رئيس مجلس الشورى البحريني علي بن صالح الصالح إن مملكة البحرين حصلت على كل الدعم من شقيقتها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين، لافتا إلى أن الشقيقة الكبرى كانت ولا تزال سندا وعونا قويا للبحرين في دعم مشاريعها المختلفة. وأكد الصالح أن مملكة البحرين لن تنسى لخادم الحرمين الشريفين مواقفه الخيرة العديدة والمتواصلة، وحرصه الدائم على توثيق وتوطيد العلاقة التاريخية التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، حتى بات الشعور المعمق لدى الجميع بأنهما بلد واحد. وأشار الصالح إلى أن هذه العلاقات ستظل نموذجًا يحتذى في العلاقات بين الدول، بفضل التواصل البناء والمحبة الخالصة بين قيادتي وشعبي البلدين، وفي ظل الحرص المشترك على تعزيز آفاق ومجالات التعاون المشترك والذي يعود بالخير والنماء على الشعبين الشقيقين.
وأشاد الصالح بمواقف خادم الحرمين الشريفين وسياساته الحكيمة في التعامل مع القضايا العربية والإقليمية والدولية، وما يتمتع به ـ حفظه الله ـ من مكانة متميزة، تحظى بالاحترام والتقدير على الصعيد العالمي، وقد حرص الكثير من الدول على الاستنارة بآرائه ورؤاه لمختلف القضايا والعلاقات الدولية. كما أشار الصالح إلى ثقل المملكة في السياسة الخارجية، والتي تقوم على مبادئ وثوابت ومعطيات جغرافية - تاريخية - دينية - اقتصادية – أمنية - سياسية وضمن أطر رئيسية، أهمها حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتعزيز العلاقات مع دول الخليج والجزيرة العربية، ودعم العلاقات مع الدول العربية والإسلامية بما يخدم المصالح المشتركة لهذه الدول ويدافع عن قضاياها، وانتهاج سياسة عدم الانحياز وإقامة علاقات تعاون مع الدول الصديقة ولعب دور فاعل في إطار المنظمات الإقليمية والدولية. وتنشط هذه السياسة من خلال عدد من الدوائر الخليجية، العربية، الإسلامية، والدولية. ونوه بالدور الرائد والمشهود لخادم الحرمين الشريفين في تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك، ودعم التضامن العربي، ومناصرة القضايا الإسلامية، والدفاع بشجاعة عن الحق والعدل في المحافل الدولية كافة، مؤكدا في الوقت نفسه أن المملكة العربية السعودية تتمتع بمكانة دينية وثقل سياسي واقتصادي بما يجعلها سندًا قويًا ودرعًا واقيًا لأشقائها، وسداً منيعاً للدفاع عن المصالح العربية والإسلامية.
هدية الملك للخليج
وفي هذا الاطار اعتبرت وزيرة التنمية الاجتماعية، القائم بأعمال وزير الصحة، الدكتورة فاطمة محمد البلوشي أن مبادرات خادم الحرمين، الداعمة والمناصرة لمملكة البحرين في مختلف القضايا والمواقف تنبع من الرؤية الاستراتيجية لقائد خليجي فذ بوحدة المصير المشترك لقادة وشعوب دول مجلس التعاون الخليجي. وأوضحت البلوشي في حوارها مع "الوطن" أن الملك عبدالله قدّم سلة من المبادرات التي سيكون لها أطيب الأثر استراتيجيا لخدمة القطاع الصحي في مختلف دول الخليج، آخرها هديته لشعب مملكة البحرين بإقامة مدينة طبية تحمل اسم "مدينة الملك عبدالله الطبية"، وذلك خلال زيارته الأخوية التاريخية للمنامة قبل فترة.
وتحدّثت البلوشي عن الدور الكبير لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين للمجتمع السعودي، وخاصة فيما يتعلق بتطوير القطاع الاجتماعي وتعزيز المبادرات الوطنية التنموية، وما تمثله هذه التوجيهات السامية من العاهل السعودي من خارطة طريق ليكون الاستثمار الاجتماعي في الإنسان هو المعوَّل الرئيسي للبناء في الوطن. وأشارت الى ما تلمسه من خلال زياراتها المتعددة للمملكة العربية السعودية من تطور مشهود في القطاع الاجتماعي ومقدار الاستفادة المتبادلة من الخبرات المتراكمة لدى المختصين والمعنيين بالخدمات الاجتماعية والرعائية بين المملكتين الشقيقتين.
وذكرت البلوشي أنها ومن خلال حضورها للاجتماعات المتفرقة بالهيئات الأممية والدولية، ومن خلال اجتماعاتها مع المسؤولين الدبلوماسيين والحكوميين من السعودية فإنها تنقل لهم تقديرها الكبير للدبلوماسية السعودية، التي تقوم بدور فاعل لتمثيل ونصرة القضايا الخليجية والعربية، مستدلة بالتحية الشعبية الجارفة التي قدّمها شعب مملكة البحرين للملك عبدالله بن عبدالعزيز في "خميس بو متعب"، الذي شارك في إحيائه شعب البحرين، من مختلف المناطق والأطياف والمواقع، وهو احتفال وطني شعبي ورسمي.
وقالت إن البحرين تزينت باللون الأخضر ومازالت مظاهر الاحتفال الشعبي مستمرة بشكل عفوي للاحتفاء بزعيم عربي ذي رؤية نيّرة وببلد لا فرق بيننا وبينه في الانتماء والمصير المشترك.
رعاية هموم الأمة
من جهته، قال وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف البحريني الشيخ خالد بن علي آل خليفة إن "الوقفة الأخوية الأصيلة لخادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية الداعمة والمساندة لمملكة البحرين خلال ما مر عليها من سحابة طارئة أرادت السوء للوطن والخليج العربي، ستظل تتذكرها الأجيال تلو الأجيال مستلهمة منها معاني الفخر والعزيمة والأصالة في وجه الطامعين والساعين للعبث بمقدرات ومكتسبات وأمن واستقرار دول مجلس التعاون والمنطقة". وأضاف: "دلالات هذه الوقفة الكبيرة لخادم الحرمين الشريفين إنما تجسد علاقات الأخوة والتلاحم المتجذرة والثابتة في أعماق التاريخ المشترك ووحدة المصير والانتماء ووشائج المحبة وأواصر القربى بين المملكتين والشعبين الشقيقين". وسجّل وزير العدل البحريني الشكر والتقدير للعطاءات التاريخية الكبيرة التي قدمتها المملكة العربية السعودية وما زالت بقيادة الملك عبدالله ، خاصة في ظل ما شهدته المنطقة في السنوات الأخيرة من تحديات وتطورات متلاحقة، حيث كانت المملكة العربية السعودية على الدوام الممثل والراعي الكبير لتطلعات وآمال هذه الأمة والحاضنة لهمومها والساعي لخيرها ورفعتها.
تعزيز مجلس التعاون
وقال برلمانيون بحرينيون إن سر قوة وصمود مجلس التعاون لدول الخليج العربي لعقود يعود بالدرجة الرئيسية للرابطة الاجتماعية والسياسية والجغرافية والاقتصادية التي جمعت قادة وشعوب دول المنطقة الخليجية، فضلا عن الدور القوي والمؤثر للقيادة السعودية في تعزيز مكانة وثقل هذه المنظومة الإقليمية، خاصة في ظل توجيهات العاهل السعودي.
وقالت عضو مجلس الشورى البحريني، ممثل مملكة البحرين في الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، رباب العريض إن "التقارب الاجتماعي والثقافي متوفر في دول مجلس التعاون، وللجغرافيا دور رئيسي في تعزيز هذا التقارب. تشكيل المجلس خطوة على طريق التكامل والوحدة الخليجية المنشودة وفق تطلعات القادة المؤسسين للمجلس ".
وذكرت العريض أن "تشكيل قوات درع الجزيرة والاتفاقيات الأمنية انعكست على الأوضاع في البحرين، وقرّبت الدول بشكل أكبر، ولم تكن مشاركة قوات درع الجزيرة في البحرين هي الأولى، وإنما شاركت في حرب تحرير الكويت. المنظومة المتكاملة الخليجية جاءت ضمن اتفاقيات مشتركة بين الدول."
وتحدّث عضو مجلس النواب عادل العسومي عن المكانة الكبيرة التي يحظى بها العاهل السعودي في قلوب البحرينيين. وقال إن الملك عبدالله يحظى بمكانة كبيرة ومهمة لدى القيادة والشعب البحريني، لكون ما يربط المنامة والرياض لا يقتصر على روابط الإقليم والدم وإنما يشمل وحدة المصير المشترك.
من جهتها، هنأت هالة الأنصاري الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة البحرينية (أرفع جهة رسمية معنية بالمرأة وتترأسه قرينة عاهل البحرين) خادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي بمناسبة الذكرى السنوية للبيعة، معربة عن خالص الشكر والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين لما أبداه من مشاعر أبوية صادقة وترابط أخوي عميق نحو مملكة البحرين .