في ظل غياب تام لعناصر جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين وأعضاء حزب الوفد، تظاهرآلاف المصريين أمس في "جمعة الغضب الثانية". وطالب المتظاهرون، ومن بينهم أعضاء حركة 6 إبريل وأهالي الشهداء، بمزيد من الديمقراطية وإعدام الرئيس السابق حسنى مبارك ووزير الداخلية المصري الأسبق حبيب العادلي بتهمتي الخيانة العظمى وقتل شهداء الثورة ومحاكمة المستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات لقيامه بإخفاء تقارير فساد الرئيس السابق وأعوانه وكذلك منعه للرقابة على رئاسة الجمهورية ووزارة الداخلية ومجلس الوزراء، وعدم قيامه بإبلاغ النائب العام بأية تقارير فساد على مدى 12 عاما طوال فترة رئاسته للجهاز حسب قولهم. كما طالبوا بمحاكمة الفريق أحمد فاضل رئيس هيئة قناة السويس بسبب ما تردد عن تخصيص عائدات الهيئة لصالح رئاسة الجمهورية حسب تعبيرهم.

وأكد المتظاهرون مطالباتهم بتطهير المحليات وانتخاب المحافظين وتطهير كافة وسائل الإعلام والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين الذين اعتقلوا سواء قبل 25 يناير أو بعدها. كما دعوا لاسترجاع كل أموال الشعب المنهوبة والإشراف القضائي والحقوقي الكامل على جهاز الأمن الوطني الذي تم استحداثه بوزارة الداخلية في مارس الماضي كبديل لجهاز مباحث أمن الدولة المنحل وإلغاء إحالة المدنيين إلى قضاء عسكري وإعادة محاكمة كل المحكوم عليهم بأحكام عسكرية وتحويلهم إلى المحاكم المدنية.

ووجه المتظاهرون انتقادات حادة وعنيفة لجماعة الإخوان والجماعات الإسلامية، مؤكدين أنهم "لم يشاركوا في الثورة من بدايتها وإنما التحموا بها ليختطفوا الثورة". وشهدت مدينة شرم الشيخ أمس مسيرة ضمت نحو 300 من شباب ائتلاف الثورة أمام مستشفى شرم الشيخ للمطالبة برحيل مبارك ومحاكمته وزوجته، مشيرين إلى أن "تواجد مبارك في شرم الشيخ أثر سلباً على الأوضاع المعيشية لأهالي المدينة وخاصة فيما يتعلق بحركة السياحة التي تعتمد عليها المدينة بصورة كبيرة".