عاشت فرنسا قرابة 20 عاماً من الصراع مع بريطانيا، من أجل استعادة بطلها القومى نابليون بونابرت، قائد الحملة الفرنسية على مصر، فعندما توفي نابيلون عام 1821 بعد سنوات من المنفى بجزيرة سانت هيلانة النائية في بريطانيا، وهي ذات الجزيرة التي دفن بها، طالبت فرنسا باستعادة جثمانه، وظلت تصارع وتتفاوض مع بريطانيا قرابة عقدين من الزمان، حتى تم بالفعل تسليم رفاته، لإعادة دفنها في فرنسا عام 1840.
وقد حفل حدث نقل رفاتة لإعادة دفنها باهتمام تاريخي على المستويين الأوروبي والعالمي، وتم تسجيله بلقطات وصور ورسومات نادرة.
وقد كشف متحف "الجنائز" بالعاصمة الهولندية أمستردام الأربعاء الماضي عن هذه اللقطات والصور، في معرض يمتد حتى الثاني من أكتوبر المقبل.
المعرض الذي يقام بمناسبة إحياء ذكرى مرور 200 عام على زيارة أتمها بونابرت لهولندا، سيتمكن الزائر خلاله من التقاط صور لتسلسل نقل بقايا نابيلون حتى توسيده مسقط رأسه (فرنسا)، بجانب الحصول على نسخ أيضا من صور الدفن ونقل الجثمان، وسيقيم المعرض ما يشبه إعادة تمثيل الجنازة في سيناريو متقارب أمام جمهور المشاهدين.
يذكر أن متحف "الجنائز" الهولندي يعد متحفاً فريداً من نوعه بالعالم، وافتتح عام 2007، ويعرض لمحات تاريخية عن الطقوس الجنائزية في هولندا والعالم، قديمة كانت أم حديثة، بالإضافة إلى العادات الغريبة التي ترافق الحدث، كاحتفاظ البعض بخصلات من شعر المتوفى، أو دفن مجوهراته ومتعلقاته معه، أو إحراق جثمانه، كما يعرض لأهم الشخصيات بالعالم التي شهدت جنائزهم تفاصيل مختلفة وفريدة، فهو معرض دائم لثقافات الشعوب المختلفة إبّان تعاملها مع حدث واحد هو الموت.