خطت الأزمة السياسية في لبنان خطوات أمنية وسياسية دراماتيكية أمس بإعلان وزير الداخلية زياد بارود تحرير نفسه من كونه وزير تصريف أعمال بعد اقتحام فرقة من فرع المعلومات التابع لقوى الأمن الداخلي مبنى تابعا لوزارة الاتصالات ورفضها الانسحاب بناء لأوامره. وقد وقع الصدام الأول من نوعه بين وزير الاتصالات شربل نحاس الذي يمثل تكتل التغيير والإصلاح ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي المحسوب على تيار المستقبل على خلفية اقتحام الفرقة المبنى ورفضها الانسحاب رغم الأوامر التي وجهت لها من وزير الداخلية بناء على طلب وزير الاتصالات.

وقال الوزير بارود إنه يرفض أن يكون شاهد زور أو صندوق بريد، موضحا أن "سلطتي على بعض المديريات التابعة لي مجرد نص قانوني معطل فيما الإجراءات المسلكية لم تعد تجدي نفعا, ولأنني أرفض أن ينتهك الدستور عبر تكريس سوابق تسمح لأي كان أن يسقط صلاحية الوزير ولأنني لن أكون طرفا في صراع من شأنه أن يأخذ البلاد إلى مهالك محتمة".

وقال الوزير نحاس إن ما حصل في الوزارة هو انقلاب من قبل شعبة المعلومات، مطالبا قيادة الجيش بالتدخل، وأشار إلى أن "ريفي أخذ إجراءات ليضع يده على فرع المعلومات مباشرة".

وكان ريفي قد اتهم الوزير نحاس "بمنع فرع المعلومات من الحصول على "الداتا"( اتصالات هاتفية) منذ نحو شهر تقريباً". وقال "عندما كنّا في ذروة قضية الإستونيين السبعة والحاجة إلى "الداتا" وقتلة راشد صبري الذي له علاقة بهذه القضية، قطع عنّا نحاس "الداتا" وراجعنا العديد من الشخصيات لكنه لم يردّ على أحد نهائياً، وتحجّج بأمور شكلية فقط لا غير". ورأى ريفي أن "نحاس وبتصرفه هذا يحاول أن يكشف البلد أمنياً، وهذا ما لن نسمح به إطلاقاً".