أكد شيخ سوق التمور المركزي في الأحساء عبدالحميد الحليبي في تصريح إلى "الوطن" أمس تراجع عمليات تصدير تمور الأحساء للخارج بنسبة تصل إلى 75%، وسط تراجع متوسط سعر الطن إلى حدود 3 آلاف ريال.
وأرجع السبب في ذلك التراجع إلى الاضطرابات التي تشهدها بعض الدول العربية والإسلامية في الوقت الراهن، التي أثارت مخاوف تجار التمور من تصديرها إلى تلك الدول نظراً لافتقار الصفقات التجارية إلى ضمانات رسمية تمكنهم من تحصيل المبالغ المالية من الجهات المستوردة.
وأوضح الحليبي أن صادرات الموسم الحالي لم تتجاوز 5 آلاف طن بمتوسط 3 آلاف ريال للطن، بعد أن وصلت خلال الموسم الماضي إلى 20 ألف طن من مختلف الأصناف بقيمة 100 مليون ريال، ومتوسط سعر وصل إلى 5 آلاف ريال للطن، الأمر الذي شكل انخفاضاً إجمالياً وصل إلى 75%.
وتأتي الأرقام المتواضعة لصادرات الموسم الحالي رغم اقتراب دخول شهر رمضان، الذي يكثر في استهلاك التمور.
وحول أهم وجهات صادرات التمور الأحسائية، قال الحليبي إنها تضم دول الخليج وسورية والأردن واليمن والصومال، إلى جانب ليبيا والجزائر وتونس ومصر والهند وكذلك باكستان وبنجلاديش وبعض دول جنوب شرق آسيا.
وبالنسبة للحلول المقترحة لتوفير ضمانات لتجار التمور، شدد الحليبي على ضرورة وجود تدخل حكومي من خلال الغرف التجارية والملاحق التجارية في سفارات وقنصليات المملكة في مختلف دول العالم للقيام بمهمة الوسيط بين التاجر السعودي والأجنبي في توصيل البضائع واستلام مبالغها.
وقال حسين الهاشم وهو أحد كبار المزارعين إن الأحساء كانت تشهد قدوم عدد كبير من المستثمرين من مختلف الدول لشراء وحجز كميات كبيرة من تمور الأحساء في المواسم السابقة، إلا أن الموسم الحالي لم يشهد إلا حضور أعداد قليلة من المستثمرين، ومعظمهم خليجيون.
وأضاف أن الاضطرابات في بعض الدول العربية تسببت في وفرة كبيرة من التمور المحلية، الأمر الذي أدى إلى زيادة المعروض في السوق، وبالتالي انخفاض الأسعار، موضحاً أن الظروف الحالية دفعت التجار والمزارعين إلى نقل تمورهم إلى بلدان أكثر أماناً في المنطقة، وعرضها للبيع بأسعار منخفضة نظراً لزيادة المعروض في تلك البلدان.
يذكر أن واحة الأحساء تعد من أكثر مناطق المملكة زراعة لأشجار النخيل، إذ تضم أكثر من 30 ألف حيازة زراعية يوجد بها 2.2 مليون نخلة تنتج نحو 100 ألف طن من التمور تشمل الخلاص والشيشي والرزيز وغيرها.