لم أكن أكثر اطمئنانا على مصير الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بعد حالة الغدر البذيئة التي حيكت ضد خبير الكرة الآسيوية وعرابها في العشرية الأخيرة القدير محمد بن همام العبدالله، إلا في حالة واحدة مطمئنة ومعوضة باقتدار، تمثلت فيما تنامى لمسمعنا عن نية الخبير الرياضي والاقتصادي السعودي الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز بالترشح لشغل المنصب، وأن له رغبة التجربة القارية بعد أن سبق وخاضها على المستوى المحلي من خلال النادي العاصمي (الهلال)، ومساهماته الطيبة مع لجان وطنية ذات علاقة بالتخصيص والتسويق والاستثمار الرياضي.
وهذا القول ليس من قبيل الترويج لحملة الأمير فيما لو قرر ذلك، وإنما في الواقع هو محصلة لما نعرفه عن هذا الرجل وكذا يعرف رئيس الاتحاد الآسيوي (المغدور به)، في أن هناك قواسم مشتركة تجمعهما في كيفية التفكير وإدارة المهام الرياضية والاستثمارية. من ير ذلك معي، فسيؤيد ما انطلقت من خلاله في الربط بين الشخصيتين المحبوبتين على المستوى الرياضي والإنساني.
هناك قواسم مشتركة بين عبدالله بن مساعد ومحمد بن همام – مع حفظ الألقاب – كلها فضائل تساعد كل واحد منهما في الوصول إلى تحقيق النجاح بطريقته وبآليات عمل احترافية، فضلاً عن مزية أخرى ألا وهي مسألة حسن اختيار فرق العمل المساعدة في المهام والأعمال، وهذه الأخيرة لطالما أطاحت بكثير من القيادات لكونها لا تحسن اختيار فرق عملها، أو أنها تختارها جيداً لكنها لا تحسن تحديد المهام بدقة وموضوعية مع ما يتمتعون به من قدرات وإمكانات كل فرد على حدة. ومن سمات الالتقاء بين الشخصيتين في مجال العمل الرياضي، منح عناصر العمل حرية التحرك والمبادرة واتخاذ قرارات ذات علاقة بمهامه والأعمال المناطة به، مما يجعل الحيوية والتجدد والتطور هي عنوان المنظومة وسر تفوقها وقدرتها على الإنجاز والاتقان في الزمن المحدد.
وربما أكون متطرفاً هذه المرة بالقول إنه في حالة عدم تقدم الأمير عبدالله بن مساعد لملء كرسي رئاسة أكبر قارات الدنيا، وتعويض غياب شخصية رياضية فذة تكالبت عليها أفاعي الفيفا ومن يقفون وراءهم، فإننا سنقول (اكتبوا على الاتحاد الآسيوي السلام)، فما سمعناه عن بعض الأسماء التي تطمح في تبوء كرسي الاتحاد الآسيوي هم مجرد أشخاص لا يصلحون لأكثر من رئاسة لجنة في اتحاد محلي!!