افتقدت الكرة السعودية صاحبة الحضور القوي والدائم في الأدوار المتقدمة لدوري أبطال آسيا في كرة القدم، ثلاثة من فرقها دفعة واحدة في الدور الثاني، وبقي العبء على الاتحاد وحده لإكمال المهمة.
وأثبتت الفرق الكورية الجنوبية في المقابل تفوقها مجدداً في هذه المسابقة بوصول ثلاثة منها إلى ربع النهائي.
الفرق المتأهلة إلى دور الثمانية هي: الاتحاد (السعودية) والسد (قطر) وسبهان وذوب هان (إيران) وسيريزو أوساكا (اليابان) وشونبوك وسوون بلوينجز وسيول (كوريا الجنوبية).
خيبة أمل
رفعت الفرق السعودية آمالاً كبيرة بإمكان وصول ثلاثة منها إلى دور الثمانية، على اعتبار أن فريقين مرشحين وضعا وجها لوجه، هما الاتحاد والهلال، وكانت الغلبة للأول في جدة بثلاثة أهداف لهدف، إلا أن النصر والشباب أخفقا في تحقيق الفوز خارج أرضهما، فسقطت ثلاثة فرق سعودية.
فالنصر الذي خاض مباراته في أصفهان خرج بخسارة ثقيلة أمام ذوب هان الإيراني 4/1، أما الشباب الذي حل ضيفاً على السد القطري في الدوحة فاهتزت شباكه بهدف في ربع الساعة الأول، ولم ينجح لاعبوه في ترجمة ولو واحدة من فرص عدة خالصة للتسجيل.
وسيرفع الاتحاد وحيداً الراية السعودية في ربع النهائي، أملاً في مواصلة تقدمه إلى المباراة النهائية المقررة في طوكيو أول ديسمبر المقبل، وإحراز اللقب الثالث في تاريخه والمشاركة في كأس العالم للأندية في طوكيو أيضاً بعد أن أكدت السلطات اليابانية إقامتها إثر الشكوك التي أثارها الزلزال المدمر والتسونامي في مارس الماضي.
غضب أزرق
خرجت جماهير الهلال من ملعب جدة غاضبة بعد خسارة فريقها الفائز بالدوري المحلي وبكأس ولي العهد هذا الموسم، وتحولت الإشادة بالمدرب الأرجنتيني جابرييل كالديرون إلى غضب امتد أيضاً إلى المهاجم ياسر القحطاني وسائر اللاعبين ومنهم ماجد المرشدي وأحمد الفريدي.
رئيس نادي الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد أكد "أحقية الاتحاد بالفوز لأنه قدم مباراة كبيرة"، مضيفا "أتمنى من الاتحاد الآسيوي مراجعة إصراره على لعب دور الـ16 من دور واحد بخروج المغلوب"، معتبراً ذلك "عدم تكافؤ في الفرص للفرق المتأهلة إلى هذا الدور، وينبغي أن يقام من مباراتين ذهاباً وإياباً".
ويقام الدور الثاني بطريقة خروج المغلوب من مباراة واحدة على أرض متصدر مجموعته في الدور الأول.
إقالة فورية
الخروج من الدور الثاني أطاح بمدرب النصر الصربي دراجان سكوسيتش وتم تعيين البرتغالي مدرب الرائد جوميز خلفاً له.
وبدا دراجان متفاجئاً من قرار الاستقالة حسب تأكيداته في المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب مباراة ذوب هان، حين قال إنه علم بقرار إقالته وهو في قاعة المؤتمر الصحفي بأصفهان.
وينتظر أيضاً أن تمتد آثار الخروج إلى أبعد من ذلك بإعلان النادي الاستغناء عن بعض الأسماء خصوصاً المحترفين غير السعوديين.
وعلق دراجان على فريق النصر بصفة عامة، وقال إن المستقبل أمامه لكنه يأمل في تحسين الأوضاع، كما قدم اعتذاره لجماهير الشمس معتبراً إياها الأفضل وتستحق أن يكافئها اللاعبون ببطولات.
خروج بأمر الحكم
الشباب السعودي حاول جاهداً البقاء في البطولة لكن تألق حارس السد محمد صقر حان دون ذلك، إذ تصدى لأكثر من كرة خطرة، كما لعب حكم المباراة الدور الأكبر في خروج الشباب وتأهل السد، حيث احتسب له هدفاً غير صحيح بعد أن حول قائد السد عبدالله كوني كرة ركنية بيده اليسرى في مرمى وليد عبدالله.
مدرب الشباب الأرجنتيني إنزو هيكتور كان واقعياً جداً بقوله "لعبنا مباراة جيدة وكان حارس مرمى السد نجماً فيها"، مضيفاً "أعتقد بأن الحارس لعب مباراة ممتازة وصد كرات رائعة.. هذه هي كرة القدم والنتيجة النهائية كانت فوز السد".
السد القطري هو الممثل الثاني للفرق العربية في ربع النهائي، وقد رفع سقف طموحاته هذا الموسم بقيادة مدربه الأوروجوياني خورخي فوساتي خصوصاً أنه لم يتلق أي خسارة حتى الآن.
والسد هو الوحيد من منطقة غرب آسيا حتى الآن من دون خسارة، أنهى الدور الأول بصدارة المجموعة الثانية (فوزان وأربعة تعادلات)، وتغلب أول من أمس على الشباب.
وبلغ الفريق القطري ربع نهائي البطولة الآسيوية للمرة الثانية في تاريخه بعد عام 2005 حين خرج أمام بوسان الكوري الجنوبي.
وأوضح فوساتي "المباراة كانت صعبة لكننا أظهرنا خبرة جيدة على أرض الملعب"، مضيفا "أنا سعيد للفوز خصوصا أن السد بات الآن من أفضل ثمانية فرق في آسيا".
تفوق كوري جنوبي
استمرت سيطرة الفرق الكورية الجنوبية في منطقة شرق آسيا بتأهل ثلاثة منها إلى ربع النهائي هي: سوون بلوينجز وكلوب سيول وشونبوك موتورز.
وإذا كان تأهل شونبوك متوقعاً بفوزه على تيانجين تيدا الصيني 3/صفر نظراً لفوارق الخبرة والمؤهلات الفنية بين الطرفين، فإنه كان لافتاً عبور سوون وسيول على حساب فريقين يابانيين كبيرين هما ناجويا (2/صفر) وكاشيما (3/صفر).
ويبقى فريق ياباني واحد في البطولة هو سيريزو أوساكا الذي تغلب على جامبا أوساكا 1/صفر أول من أمس.
وتتنافس الفرق الكورية الجنوبية واليابانية على زعامة شرق آسيا في الأعوام الأخيرة، وعلى لقب البطولة أيضاً بعد أن انتزعت المبادرة من الفرق العربية، ففي حين ذهبت الألقاب الثلاثة الأولى إلى العين الإماراتي (2003) والاتحاد السعودي (2004 و2005)، احتكرته الفرق الكورية واليابانية لاحقاً، فأحرز شونبوك الكوري الجنوبي اللقب عام 2006، خلفه اوراوا رد دايموندز الياباني (2007)، وجامبا أوساكا الياباني (2008)، قبل أن تعود السيطرة كورية عبر بوهانج ستيلرز (2009)، وسيونجنام ايلهوا (2010).