تحولت رحلة البحث عن الصهريج الوحيد الذي خصصته المديرية العامة للمياه بعسير لنزف مياه المجاري بمدينة ظهران الجنوب، إلى معاناة يومية يتكبدها الأهالي في ظل تزايد طفح المجاري في معظم شوارع وطرق أحياء وسط المدينة، لاسيما أحياء الرحيبين الشرقي والغربي والنسيم والحصن وقرى آل المونس والقاعة والمجزعة والقبضة والشحاك, بشكل أضحى يهدد الصحة العامة بتفشي الأوبئة والأمراض حيث تحولت الطرقات إلى مستنقعات للمياه الراكدة، إضافة إلى تزايد الروائح الكريهة.

سالم بن عبدالله الخليوي "من سكان حي الرحيب الشرقي" انتقد بشدة الوضع الذي آلت إليه شوارع المحافظة، مستغرباً استمرار مشكلة طفح المجاري لسنوات دون أن تجد لها حلولا جذرية، مبدياً تخوفه من انفجار مائي لاسيما في أحياء وسط المدينة، مؤكدا أن الحلول الترقيعية القائمة على نزف المياه الآسنة لن تجدي.

بدوره حمل صالح حسن أبو خلوة "من قاطني حي الرحيب الغربي" المديرية العامة للصرف الصحي المسؤولية الكاملة فيما تعانيه ظهران الجنوب من التلوث الناجم عن مياه المجاري التي أصبحت علامة فارقة في شوارع المدينة، مطالباً بفريق من المتخصصين في دراسة التربة وعلوم الجيولوجيا لإجراء دراسة متكاملة لظاهرة طفح المجاري.

من جهته، شدد أحمد سعيد الوادعي "من سكان حي آل المونس" على ضرورة اتباع المسؤولين في المديرية العامة للمياه بعسير على استراتيجية تقوم على خطتين قصيرة الأمد بزيادة عدد صهاريج نزف المجاري وطويلة الأمد بترسية مشروع الصرف الصحي في المحافظة على شركة عالمية أو وطنية مرموقة تستطيع إنجاز المشروع المتعثر منذ سنوات في وقته المحدد بحيث يشمل جميع أحياء وقرى المحافظة. وأشار إلى أنه ظل لأكثر من أسبوع يبحث عن صهريج لنزف خزان المجاري الملحق بمنزله، ولكنه لم يجد سوى صهريج خاص بأحد المواطنين اشترط عليه مبلغ 150 ريالا على أن يأتيه بعد ثلاثة أيام نظرا لكثرة الحجوزات.

أما حسين صالح النباح فذكر أنه يفكر جديا في شراء صهريج يخصصه لنزف مياه المجاري من الشارع والحي الذي يعيش فيه، مؤكدا أن حياتهم اليومية تحولت إلى معاناة من الروائح الكريهة والأوساخ ولدغات البعوض.

إلى ذلك، أكد مدير مكتب المياه بظهران الجنوب المهندس عبدالله سلطان القحطاني، ترسية مشروع نزف مياه المجاري الآسنة "البيارات" بظهران الجنوب على إحدى المؤسسات الوطنية، وسيبدأ العمل الفعلي لها بتاريخ 25 رجب المقبل.

أما مدير عام المياه بمنطقة عسير المهندس يزيد آل عائض، فأرجع تعثر مشروع محطة معالجة مياه الصرف الصحي بظهران الجنوب، لأسباب تتعلق بالشركة المنفذة للمشروع إداريا وماليا، الأمر الذي دفع المديرية لسحب المشروع إضافة لمشاريع أخرى للمقاول نفسه في محافظات أخرى.

وبين آل عائض، أن المديرية عالجت المشكلة بشكل فوري من خلال طرح المتبقي من المشروع وفق ما تقتضيه الأنظمة في منافسة عامة لتنتهي كل الإجراءات بالترسية في 29 / 1 / 1431، على إحدى الشركات الجيدة لتنفيذ ما تبقى منه وإصلاح الأعمال السابقة حسب الشروط والمواصفات.

وقال إن المشروع عبارة عن محطة معالجة ثلاثية لمياه الصرف الصحي لتصبح غير ضارة بالبيئة ويمكن استخدامها في الري حسب شروط منظمة الصحة العالمية ونقل المياه الناتجة عن المعالجة عبر الوادي في أنابيب حتى تتجاوز المجمعات السكنية.

وحول مشاريع المديرية الأخرى بالمحافظة، بين آل عائض، أن هناك مشروعين آخرين لتنفيذ شبكات الصرف الصحي بالمحافظة يشملان خطوطا رئيسية وفرعية ومحطة ضخ شارفت على الانتهاء في مرحلتها الأولى، وسيتم البدء في المرحلة الثانية مباشرة.