احتدمت الاشتباكات العنيفة مرة جديدة أمس بين المسلحين المناصرين للشيخ صادق الأحمر زعيم قبائل حاشد في اليمن، والقوات الحكومية الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، فيما سجلت حركة نزوح للسكان من مناطق التوتر في شمال العاصمة. وقال صالح إنه يأمل ألا يصبح اليمن دولة فاشلة أو ملاذا آمنا لتنظيم القاعدة، مضيفا أن الشعب اليمني يريد انتقالا سلميا للسلطة. وتابع أنه يأمل ألا يصبح اليمن صومالا آخر، مضيفا أنه سيتم القضاء على العنف وسيعاد بناء الاقتصاد.
واستولى المسلحون القبليون خلال ليل أول من أمس على مبنى وكالة الأنباء اليمنية "سبأ". واستأنف صحفيو الوكالة بث خدمتهم من مبنى حكومي. وفي تعليقات بثها التلفزيون الرسمي اليمني، قال صالح إنه لن يخضع لأي ضغط أجنبي وإنه يمكن أن يوقع اتفاقا لنقل السلطة فقط "عبر الحوار".
وسمعت أصوات الرصاص والانفجارات بكثافة صباح أمس في حي الحصبة الذي يشهد اشتباكات بين المسلحين القبليين والقوات الموالية لصالح لليوم الثالث على التوالي، وقد أسفرت حتى الآن عن 44 قتيلا على الأقل من المعسكرين. وذكر شهود عيان أن خمسة مدنيين لقوا حتفهم أمس جراء سقوط صاروخ أطلقته قوات الجيش اليمني في صنعاء، دون توضيح للملابسات، وأفادوا أن الطرق المؤدية إلى حي الحصبة حيث منزل الأحمر مغلقة بالحجارة وإطارات السيارات، كما أفادوا أن المسلحين القبليين دخلوا خلال الليل إلى مبنى "سبأ" وطلبوا من الموظفين المغادرة، فيما أشار شهود إلى أن أربع قذائف انفجرت في محيط وزارة الداخلية.
وفيما توسعت رقعة المواجهات لتطال الأحياء المجاورة لحي الحصبة، غادر عدد من السكان المدينة التي سيطرت عليها المخاوف، إضافة إلى استمرار حالات انقطاع التيار الكهربائي والمياه وعدم توفر الغاز بكميات كافية. وغادر معظم الفارين باتجاه الجنوب، إذ إن طريق الجنوب كانت سالكة، أما الذين حاولوا الفرار باتجاه الشمال فقد حذرتهم حواجز الحرس الجمهوري من أنهم لن يتمكنوا من العودة إلى صنعاء، وذلك بحسب سكان غادروا منازلهم. وفي ساحة الاعتصام المطالب بإسقاط النظام أمام جامعة صنعاء، تضاءلت أعداد المعتصمين بشكل ملحوظ، وبعض الذين غادروا أفادوا أنهم سيلتحقون بالمقاتلين المناصرين للشيخ الأحمر.
إلى ذلك قالت مصادر مطلعة إن الشيخ ناجي بن عبدالعزيز الشايف، كبير وجهاء قبائل بكيل نجح في الوصول إلى اتفاق سيتم بموجبه سحب قوات الأحمر من المباني التي تم الاستيلاء عليها خلال اليومين الماضيين بينها أربع وزارات، بالإضافة إلى مقر وكالة الأنباء اليمنية ومبنى الخطوط الجوية اليمنية، على أن يقوم أتباع الشيخ الشايف بالفصل بين قوات الأمن وأنصار الشيخ الأحمر في مناطق الاشتباكات.