شن حلف شمال الأطلسي أعنف ضرباته الجوية على العاصمة الليبية في أكثر من شهرين، وسط تصريحات متفائلة من فرنسا والولايات المتحدة بشأن إحراز تقدم نحو إنهاء حكم القذافي. وهزت ستة انفجارات مدوية طرابلس في وقت متأخر من مساء أول من أمس في أعقاب غارات مكثفة قبل 24 ساعة استهدفت إحداها مجمع القذافي وأسفرت عن سقوط 19 قتيلا. واعتبرت الخارجية الروسية القصف الأخير الذي شنه الحلف على طرابلس بأنه "تجاوز خطير" لقرارات الأمم المتحدة حول ليبيا يمكن أن يؤدي إلى تصعيد إضافي لأعمال العنف. وقالت الوزارة في بيان إن "معلومات مقلقة تصلنا مرة جديدة من ليبيا بخصوص ضربات جوية قوية قامت بها قوات التحالف في طرابلس".

وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن حملة القصف الجوي التي ينفذها حلف شمال الأطلسي ضد قوات القذافي تحرز تقدما وينتظر أن تحقق أهدافها خلال شهور. وجاء تقييم جوبيه المتفائل بعدما ذكرت الولايات المتحدة أن رحيل القذافي حتمي. وتابع جوبيه "هناك كثير من مراكز المقاومة خصوصا في الغرب. الانشقاقات تتسارع. أستطيع أن أؤكد لكم أننا مصممون على ألا تستمر الحملة في ليبيا أكثر من بضعة أشهر".

وقال البيت الأبيض إن الوقت ينفد أمام القذافي. وذكر نائب مستشار الأمن القومي الأميركي لشؤون الاتصالات بن رودس "تبين الاتجاهات أن الوقت يمضي ضد القذافي بشكل كبير". واستدل رودس فيما ذهب إليه بالقصف الهائل من جانب قوات الناتو على مراكز القيادة والسيطرة في طرابلس وقدرة قوات المعارضة الثورية بدعم من الناتو على إلحاق الهزيمة بقوات القذافي في مصراتة. وقال رودس "نعتقد أن القذافي وقواته يتعرضان لضغط هائل".

من جانبه سعى وزير الخارجية البريطاني وليام هيج لتبديد المخاوف من استدراج الدول الغربية لصراع على غرار العراق من خلال الحملة على القذافي. وقال "الأمر يختلف تماما عن العراق لأنه بالطبع في حالة العراق كان يوجد عدد كبير من القوات البرية شاركت بها دول غربية، وهذا بالقطع ليس هو الحال في ليبيا ولن يكون. من الصائب الإشارة إلى الحاجة إلى عملية سياسية حين يرحل القذافي وهذا بالقطع ما ناقشناه مع المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا". واستطرد "لقد طرحوا خططهم في هذا الصدد بتشكيل حكومة مؤقتة تضم شخصيات من النظام وإجراء انتخابات وهذه هي الخطط الصحيحة الواجب طرحها".

إلى ذلك استقبل رئيس الوزراء التونسي الموقت الباجي قائد السبسي أمس في تونس موفدا عن المجلس الوطني الانتقالي. وتباحث قائد السبسي مع عبدالرحمن شلقم سفير ليبيا في الأمم المتحدة الذي انشق عن نظام القذافي.

ويتصاعد أيضا النشاط الدبلوماسي إذ تبحث مجموعة الثماني سبل كسر الجمود في ليبيا الأسبوع الجاري ويتوقع أن تقترح روسيا خطة وساطة على الاجتماع. وقال مقر رئاسة جنوب أفريقيا في بيان أمس إن الرئيس جاكوب زوما سيتوجه لطرابلس يوم الاثنين المقبل لإجراء محادثات مع الزعيم الليبي. وذكر البيان "سيتوقف الرئيس زوما في طرابلس لإجراء محادثات مع القذافي في 30 مايو بوصفه عضوا في اللجنة العليا للاتحاد الأفريقي لتسوية الصراع في ليبيا".