تواصلت المواجهات أمس بين القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبدالله صالح وأنصار زعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الأحمر، فيما فشلت الوساطات القبلية في نزع فتيل الحرب بين الجانبين. وأسفرت المواجهات بين الطرفين عن سقوط ستة قتلى بقذيفة مدرعة أطلقتها قوات موالية للرئيس باتجاه منزل الأحمر في صنعاء.

وفيما اتهم الأحمر، صالح بمحاولة تقزيم الثورة الشعبية السلمية والإيحاء للداخل والخارج أن الأمر لا يعدو كونه صراعات بين أحزاب أو بين أشخاص، اتهم مصدر أمني رسمي "أولاد الأحمر وعصاباتهم المسلحة بالانقلاب على الوساطة".

وإزاء تطور هذه الأحداث، دعا أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، أمس إلى وقف الاقتتال فورا لحقن الدماء. وقال إن القتال يثير مخاوف وقلق دول مجلس التعاون من امتداده وتوسعه، داعيا إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا لليمن فوق أي اعتبار آخر. ولفت الزياني إلى أن المبادرة لا تزال تمثل فرصة سانحة أمام الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سلمي، وتجاوز الأوضاع الراهنة، والحفاظ على وحدة وأمن واستقرار اليمن، وتحقق آمال وتطلعات شعبها.

 


قتل ستة أشخاص بانفجار قذيفة أطلقتها مدرعة تابعة للقوات اليمنية الموالية للرئيس علي عبدالله صالح على محيط منزل الشيخ صادق الأحمر زعيم قبائل حاشد بصنعاء، وسط استمرار للاشتباكات العنيفة بين الطرفين. وأكد مصدر قبلي قريب من آل الأحمر أن "خمسة قتلى سقطوا أمام منزل صادق بقذيفة مدرعة أطلقت أمام وزارة الداخلية". وانتشرت مجاميع مسلحة من أتباع الشيخ الأحمر في الأحياء والشوارع المتفرعة من شارعي مازدا والجامعة العربية وبادرت إلى قطع الطرق واستحداث حواجز.

واتهم الأحمر، صالح بالوقوف وراء الاعتداءات المتكررة على منزله وبارتكاب قواته جرائم قتل ضد السكان المدنيين المجاورين لمنزله. وأكد الأحمر في بيان أن "نظام صالح يحاول تفجير الأوضاع الداخلية وإشعال الفتنة والحرب الأهلية بين أبناء اليمن وذلك للتملُّص من الاستحقاقات الوطنية التي فرضتها الثورة الشعبية السلمية بعد أن قضت وإلى الأبد على الاستبداد ومصادره وملف التوريث". واعتبر أن "النظام حاول تقزيم الثورة الشعبية السلمية والإيحاء للداخل والخارج أن الأمر لا يعدو كونه صراعات بين أحزاب أو بين أشخاص واستخدام وسائل الإعلام الرسمية لتضليل الرأي العام".

وأخليت وزارة الصناعة والتجارة التي تتوسط شارع جامعة الدول العربية من الموظفين الذين امتنعوا عن الحضور إلى مقر الوزارة للدوام لتجنب الرصاص، بالإضافة إلى مبنى وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" والمقر الرئيسي للجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، ومبنى وزارة الإدارة المحلية. كما قصف مبنى وزارة الداخلية وشوهدت حرائق في داخل بعض مكاتبها. وفي المقابل اتهم مصدر أمني بوزارة الداخلية "أولاد الأحمر وعصاباتهم المسلحة بالانقلاب على الوساطة" ومهاجمة "وزارة الداخلية ومعسكر شرطة النجدة ووكالة الأنباء اليمنية ومواقع أخرى بالقذائف والرصاص".

من جهة ثانية استؤنفت جهود قبلية جديدة "لوقف حمام الدم الذي لم يتوقف منذ يومين بين قوات الأمن معززة بقوات من الحرس الجمهوري والأمن المركزي وأنصار الشيخ الأحمر في منطقة الحصبة". وذكرت مصادر مطلعة أن الشيخ ناجي بن عبدالعزيز الشايف، وهو شيخ قبائل بكيل بدأ عصر أمس وساطة قبلية لإنهاء النزاع بين الطرفين.

من جانبه دعا الشيخ علي ناصر قرشة، أحد مشايخ محافظة صعدة جميع الأطراف في الحزب الحاكم وحلفائه والمعارضة إلى تحكيم العقل وتغليب مصلحة الوطن وإلى سرعة وقف إطلاق النار وحقن الدماء والجلوس إلى طاولة الحوار. وأبدى قرشة، الذي كان وسيطا بين الدولة والمتمردين الحوثيين في الحرب السادسة العام الماضي، استعداده للمشاركة في إيجاد الحلول لما من شأنه وقف العنف.