مثل قطع الديكور والإكسسوارات كان رجال الأمن يقفون في استاد بورسعيد فيما الجماهير تجتاح أرضية الملعب، وتطارد اللاعبين وجماهير الفريق الضيف. ثمة احتقان شديد كان سببه أننا لا نعرف كيف نختلف، ولا نعرف حتى كيف نحتج أو نعترض على رأي الآخر بطريقة لائقة.

لم تكن الكارثة المصرية التي أودت بحياة العشرات حادثة متفردة في كرة القدم، لكن الجوهر المؤلم فيها في اعتقادي أن رجال الأمن المكلفين بضبط المباراة بدوا مثل لوحات الإعلانات، وأقماع التدريب، واقفين بلا حراك، وكأنهم لا يرون من يعبر من بينهم من الجماهير مقتحما الملعب، حاملا بيده حجرا أو حزاما أو سلاحا أو...، حتى حُق لنا أن نتساءل عن حقيقة الدور الذي كانوا يلعبونه في الملعب، وهل حضروا فقط لاستكمال الإكسسوارت، أم كان لحضورهم غاية أخرى، في وقت كان يفترض أن يتولى أمن الملاعب رجال متخصصون تلقوا تدريبا للتعامل مع الجموع وحركتها، والتعامل مع الأزمات وإدارتها والتصرف وفق أحداثها، خصوصا في ظل احتقان ما زالت العزيزة مصر تعيش فصوله بامتياز.

الرياضة يا هؤلاء، وكرة القدم خصوصا، ميدان ترفيه في الدرجة الأولى، فلماذا تحولونها ميدان موت؟، ولماذا تصرون على قتل البقية الباقية من المتعة التي يمكن حتى للجياع ممارستها؟.

رحم الله إخوتنا الذين قضوا في بورسعيد، والعزاء الحار لأشقائنا في مصر، والأمنيات ألا تُفجعنا كرة القدم بنكبات أخرى، فقد كفانا ما نلاقيه بعيدا عنها.