أشبه بـ"الكوب" و"الماء" كانت هي "الخفجي" و"إنجازاتها" في عيون محافظها المهندس بدر العطيشان، والذي يرى أن مستوى الإنجازات في المحافظة غطى نسبة كبيرة من المساحة التي ملأت "كوب الإنجازات"، متمنياً ألا ينظر إلى الجزء "القليل المتبقي" والذي سيناله الاهتمام كما نال الحيز الآخر من "كوب الإنجازات"، قائلاً: نتمنى ألا ينظر فقط إلى "الجزء الفارغ من الكوب"، في إشارة إلى أن ما تم إنجازه من تطور وخدمات ومشاريع على مستوى المحافظة كان الأكبر بالمقارنة مع ما يراه البعض من "قصور"، وكذلك مع ما كانت عليه "المحافظة" في سنوات ماضية وفي بدايات تأسيسها.

وقال المهندس العطيشان، خلال استقباله ممثل مكتب مركز "الوطن" الإقليمي بالدمام، أول من أمس إن: الخفجي حظيت بقدر كبير من الرعاية "التنموية" من قبل ولاة الأمر، وما كانت الخفجي لتصل إلى ما وصلت إليه الآن من تطور ونهضة تنموية لولا ما نالته من جهود مبذولة ورعاية واهتمام من قبل حكومتنا الرشيدة، ومع ذلك الاهتمام ستكون الخفجي إن شاء الله أفضل وأحسن، ولن تمر فترة زمنية معينة إلا وسيكون معها إنجاز ملموس.

وحول علاقة المحافظة بالإعلام، قال المهندس العطيشان، إنه: لا مشكلة لدينا مع الإعلام، وما يهم في هذا الجانب هو أن يتم إبراز "الخفجي" كمدينة دون الحرص على إبراز اسم معين أو شخصية بعينها، لأننا لم نأت إلى هذا المكان كـ"تشريف" وإنما جئنا بـ"تكليف" من ولاة الأمر، بهدف خدمة المحافظة، ونحن نجد ونجتهد في بذل كل ما يمكن بذله لأداء هذا التكليف على أكمل وجه إن شاء الله، وذلك لخدمة المحافظة وأهلها.

وعن مستوى الخدمات المقدمة للمحافظة وأهلها، بين المهندس العطيشان، قائلاً: إن "القصور" إن وجد، فهو موجود في كل مكان ولا يقف الأمر عند المحافظة وحدها، وقال: "نحن نعمل وفق ما يرضي الله سبحانه وتعالى ووفق ما كلفنا به من ولاة الأمر أعزهم الله، ومن يعرف الخفجي قبل سنوات مضت، سيرى مدى الفارق بين "الخفجي سابقاً" وبين "الخفجي حالياً"، والتي حظيت بقدر كبير من التطوير والتنمية".

وفي تعليق له حول انتخابات المجالس البلدية، قال محافظ الخفجي، إن مستوى تطلعات ومتطلبات المواطنين يتجاوز أحياناً صلاحيات أعضاء المجالس البلدية، مما يجعل بعض الأعضاء يطلق وعودا خارج صلاحياته ولا يستطيع تنفيذ تلك الوعود من خلال عضويته بالمجلس البلدي في حال نجاحه بالانتخابات، مما يتسبب في خلق فجوة بينه وبين المواطنين، كما حدث في الدورة السابقة، فيجب أن يكون للإعلام دور في نشر الوعي حول هذه النقطة بالذات، لكي لا تكون تطلعات ومتطلبات المواطنين أكبر من صلاحيات المرشحين الذين سيعجزون عن تلبيتها لاحقاً في حال نجاحهم ودخولهم في عضوية المجلس، ولتفادي الفجوة التي سيخلقها هذا الأمر، إذ يجب التركيز على أن للمجلس البلدي صلاحيات معينة لها نطاق محدود لا يتجاوز إلى الخدمات الأخرى التي تدخل ضمن صلاحيات الوزارات أو الإدارات الحكومية الأخرى.

الخفجي، تقع في أقصى الشمال الشرقي من المنطقة الشرقية في المملكة، وتطل على الخليج العربي، وتبعد عن مدينة الدمام 300 كيلومتر شمالاً، ويوجد فيها منفذ حدودي يربط بين المملكة ودولة الكويت التي تبعد الخفجي عن عاصمتها قرابة الـ130 كيلومتراً جنوباً. ويبلغ عدد السكان فيها قرابة الـ120 ألف نسمة حسب إحدى الإحصائيات.

وكانت الخفجي اعتبرت ميدان عمليات عسكرية في حرب الكويت والعراق عام 1990م، وقد أمرت السلطات السعودية بإخلائها من السكان آنذاك.

كما شهدت الخفجي، "خميس العاصفة" في 28 /10 /1982م، حيث هاجت أمواج الخليج العربي بصورة غريبة وبدأت كرات ثلجية بحجم كرات "التنس" تنزل من السماء وتحطم كل شيء، جاء معها إعصار سريع خلف دماراً كبيرا في فترة لم تتجاوز ربع ساعة، إذ كان الإعصار يلف السيارات ويرفعها ويضرب بها على الأرض ويحطم بها البيوت، وأسفر ذلك عن وفاة 15 شخصاً وبلغ عدد الإصابات البليغة قرابة الـ47 إصابة. لتنهض الخفجي من جديد وتتجاوز ما مرت به من حوادث.