بعد المظاهر السلمية التي تميز بها المشهد السياسي المعارض للرئيس اليمني علي عبدالله صالح، طيلة الأشهر الماضية، برزت أمس مظاهر تسلح كثيفة في صنعاء، ودارت اشتباكات عنيفة بين الجيش وأنصار الشيخ صادق الأحمر، شيخ مشايخ قبيلة حاشد، كبرى القبائل اليمنية. ويأتي الاشتباك الذي أدى إلى مقتل 6 وجرح 39 بعد يوم على إفشال صالح للمبادرة الخليجية، وتهديده بحرب أهلية إذا استمر التظاهر في الساحات اليمنية.

وفضلا عن الضحايا، أسفرت الاشتباكات عن سيطرة أنصار الأحمر على منشآت حكومية.

 




سيطر أنصار الشيخ صادق الأحمر شيخ مشايخ قبيلة حاشد، كبرى القبائل اليمنية، على وزارة التجارة والصناعة والمعهد العالي للتوجيه والإرشاد، فيما أصيبت منشآت حكومية أخرى بأضرار إثر مواجهات عنيفة مع قوات الأمن وأنصار موالين للرئيس علي عبدالله صالح في صنعاء أمس. وتأتي هذه المواجهات بعد ساعات من تهديدات صالح بحرب أهلية في حال استمر الشعب في المطالبة برحيله.

وكان الأحمر الذي يعد الشيخ القبلي الأقوى نفوذا في اليمن، دعا صالح إلى التنحي وانضم إلى انتفاضة الشباب المطالبين بإسقاط النظام مما أفقد صالح دعما في غاية الأهمية لنظامه.

وأكد شهود عيان أن قوات من الحرس الجمهوري والأمن تبادلت إطلاق النار مع مجاميع مسلحة تتولى حراسة منزل الشيخ صادق الأحمر، مما أسفر عن مقتل 6من أنصار الأحمر وإصابة 39 آخرين. وتوافد المئات من قبيلة الأحمر بمحافظة عمران في الشمال باتجاه صنعاء استجابة لدعوة الأحمر الذي قال مصدر مقرب منه إنه كان مستهدفاً من قوات الأمن.

وأفادت مصادر مقربة من الأحمر أن أرتالاً من الحرس الجمهوري وصلت إلى منطقة الحصبة تعزيزا لقوات الأمن التي كانت تحاول اقتحام محيط منزل الشيخ صادق الأحمر، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة. وأشارت المصادر إلى أن توترات يشهدها الحي منذ مساء أول من أمس إثر إقدام قوات الحرس والأمن المركزي على تخزين أسلحة في مدرسة الرماح القريبة من منزل الشيخ صادق الأحمر.

وأكد شهود عيان أن أنصار الشيخ الأحمر تمكنوا من احتجاز نحو 30 جندياً أثناء الاشتباكات، وحوصر العشرات من الصحفيين في وكالة الأنباء (سبأ)، كما شب حريق في مبنى شركة طيران "السعيدة " بعدما أطلقت قوات الحرس الجمهوري القذائف على المبنى الذي تمركز فيه مسلحون قبليون لصد الهجوم. وأشاروا إلى أن بعض المسلحين تمركزوا في وزارة الصناعة والتجارة، فيما تمركزت قوات أمنية أخرى في مبنى وزارة الداخلية المجاور له. كما سيطر المسلحون على المعهد العالي للتوجيه والارشاد بعدما هربت إليه قوات الأمن ومسلحون موالون لصالح أسلحة في "خطة مرسومة" لاقتحام ساحة التغيير مستقبلا.

وحملت وزارة الداخلية الشيخ الأحمر الهجوم على مدرسة الرماح ووكالة "سبأ" للأنباء. واعتبر مصدر أمني مسؤول استيلاء أنصار الأحمر على مقرات حكومية يندرج ضمن مخطط يستهدف استفزاز السلطات لتوسيع دائرة العنف من قبل آل الأحمر وتفجير الأوضاع الأمنية في العاصمة،

لكن أحزاب اللقاء المشترك المعارضة دانت محاولة السلطة اقتحام منزل الأحمر. وقال الناطق الرسمي باسم "المشترك" محمد قحطان إن "ما تقوم به السلطة محاولة لزج البلاد في أتون حرب أهلية كما تخطط لذلك. والثورة الشعبية ستظل سلمية حتى تجتث هذا النظام من جذوره".

وحول الأحداث المرتبطة بعدم توقيع صالح على المبادر الخليجية أول من أمس، اعتذر الرئيس اليمني من نظيره الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أمس عن محاصرة مناصريه للسفارة الإماراتية في صنعاء.

كما أعلنت وزير خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون أمس في بروكسل أن الموقف الأوروبي تجاه اليمن لم يتغير، لكن الاتحاد يريد الإبقاء على تنسيق مع مجلس التعاون بشأن الأزمة اليمنية والتحرك معه في هذه المرحلة.

وبدورها، عبرت الولايات المتحدة عن خيبة أملها إزاء رفض صالح التوقيع. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون "إن صالح يتنصل من التزاماته ويزدري التطلعات المشروعة للشعب اليمني". والأمر مماثل لفرنسا، إذ ندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو برفض صالح، واعتبره "تحولا غير مسؤول وغير مقبول".