بعد مسلسل تسويف مارسه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح للهروب من التوقيع على المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية، علقت دول مجلس التعاون الخليجي العمل بالمبادرة، وذلك وفق بيان صدر في ختام اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون في الرياض مساء أمس. وقال البيان إن المجلس قرر تعليق المبادرة بسبب عدم توافر الشروط المناسبة التي تم الاتفاق عليها.
ورفض صالح التوقيع على المبادرة للمرة الثالثة أمس، مشترطا توقيع المعارضة عليها في القصر الجمهوري، ومكتفيا بتوقيع الأمين العام لحزب المؤتمر الحاكم عبد الكريم الإرياني على المبادرة في القصر الجمهوري، وبحضور الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني. وكانت المعارضة وقعت أول من أمس على المبادرة بشكل منفرد، ورفضت التوقيع مجددا في القصر الجمهوري كما اشترط صالح، معتبرة ذلك "مسرحية هزلية". وحاصر أنصار صالح سفارة الإمارات، التي تواجد بها الزياني وسفراء واشنطن ولندن والاتحاد الأوروبي، ولم يخرجوا منها إلا عبر مروحيات.
علقت دول مجلس التعاون الخليجي مبادرتها لحل الأزمة اليمنية بعد مسلسل التسويف الذي مارسه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، للهروب من التوقيع على المبادرة، التي وافق عليها مسبقا. وكان صالح رفض التوقيع للمرة الثالثة أمس، بالرغم من توقيع المعارضة عليها قبل يوم.
غادر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني مساء أمس صنعاء دون الحصول على توقيع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح على المبادرة الخليجية لانتقال السلطة في البلاد، وذلك بعد أن تم إجلاؤه مع السفير الأميركي دون سفراء دول الاتحاد الأوروبي والسفير البريطاني، من سفارة الإمارات التي حاصرها مسلحون مناصرون للنظام.
وانتقل الزياني والسفير الأميركي إلى القصر الجمهوري، حيث شاركا في مراسم توقيع مسؤولي الحزب الحاكم، من دون صالح، على المبادرة، ثم انتقل بعد ذلك بواسطة مروحية إلى مطار صنعاء ومنه إلى الرياض للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون حول الأزمة في اليمن.
وأكد صالح في خطاب متلفز أمس أنه لن يوقع على المبادرة إلا إذا وقعت معه المعارضة عليها في القصر الجمهوري. وأضاف "أنا سأوقع إذا جاءت المعارضة إلى القصر الجمهوري للتوقيع لأنها ستكون شريكة في الحكم لمدة 90 يوما"، محذرا من حرب أهلية إذا لم "تنصاع" المعارضة.
وكانت المعارضة وقعت مساء أول من أمس على المبادرة بشكل منفرد، ورفضت التوقيع مجددا في القصر الجمهوري كما اشترط صالح، معتبرة ذلك "مسرحية هزلية".
وحاصر مئات المسلحين الموالين لصالح أمس سفارة الإمارات، التي تواجد فيها الزياني وسفراء واشنطن ولندن والاتحاد الأوروبي. وكان الزياني على موعد مع صالح للحصول على توقيعه ظهر أمس، بحسب الترتيبات التي تم التوافق عليها مع كافة الأطراف، إلا أن صالح اشترط حضور المعارضة إلى القصر الجمهوري للتوقيع على المبادرة حتى تكون حدثاً استثنائيا، بالرغم من توقيع المعارضة عليها مساء أول من أمس في منزل رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني محمد سالم باسندوة، بحضور الزياني وسفراء دول مجلس التعاون والسفيرين الأميريكي والبريطاني، إضافة إلى سفراء دول الاتحاد الأوروبي.
وقال البركاني الذي يشغل منصب الأمين المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام إن "الرئيس صالح رافض التوقيع حتى يتم الاتفاق على آليات التنفيذ" للمبادرة التي تنص على تنحيه في غضون 30 يوما.
وأكد الحزب الحاكم وحلفاؤه في أعقاب اجتماع برئاسة صالح "ضرورة أن تجري مراسم التوقيع على اتفاقية المبادرة في القاعة الكبرى بالقصر الجمهوري وبحضور كافة الأطراف السياسية المعنية بالتوقيع"، وذلك في بيان لوكالة الأنباء اليمنية مساء أول من أمس. ودعا الحزب إلى توقيع علني أمام وسائل الإعلام وبحضور السفراء "بما يجعل من هذه المناسبة حدثا تاريخيا يجسد الحكمة اليمنية والحرص على تجنيب الوطن الفتنة وإراقة الدماء". كما أكد الرئيس صالح عدم الاعتراف بالتوقيع "في الغرف المغلقة"، في إشارة إلى توقيع المعارضة منفردة على المبادرة.
لكن المعارضة رفضت التوقيع في القصر الجمهوري. وقال المتحدث باسم المعارضة اليمنية محمد قحطان "لن نشارك في أي توقيع في القصر الجمهوري" كما اشترط الرئيس، إلا أنه أعرب عن استعداد المعارضة للتوقيع في سفارة الإمارات أو في الرياض أو أي عاصمة خليجية. ودعا قحطان، واشنطن والرياض للضغط على الرئيس صالح ليوقع على المبادرة. وقال "الرئيس لا يريد أن يوقع ويبحث عن أعذار. الدول الراعية تتعامل معه باحترام زائد وإذا قالوا له بوضوح إنهم سيحملونه مسؤولية فشل المبادرة فعندها سيوقع".
وحذرت المعارضة صالح من أن الثورة "ستقتلعه" إذا لم يوقع على المبادرة. وقال قحطان في وقت سابق إنه "إذا لم يوقع صالح فالثورة ستقتلعه وتطرده من السلطة".
وكان المسلحون من أنصار الحزب الحاكم قاموا أمس بقطع العديد من الطرقات والشوارع الرئيسة بصنعاء كإجراء احتجاجي حيال توقيع الرئيس على المبادرة الخليجية. كما احتشد الآلاف منهم في الطرقات المحيطة بقاعة الشوكاني بكلية الشرطة بصنعاء التي انعقد فيها الاجتماع الاستثنائي للجنة الدائمة للحزب الحاكم لإقرار التوقيع على المبادرة، للتعبير عن رفضهم لتنحي صالح.
كما احتشد المئات من أنصار الرئيس صالح أمام مبنى السفارة الأميركية في صنعاء احتجاجاً على الدور الأميركي في المبادرة، ونصبوا خيمة بالقرب من السفارة للمرابطة فيها احتجاجاً على إرغام صالح على التوقيع على المبادرة.
ويأتي ذلك فيما قام المحتجون المطالبون بإسقاط النظام بتحرك ضخم أيضا في صنعاء ومدن يمنية أخرى، ربما هو الأكبر منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية قبل أربعة أشهر.
ومن جانبها، اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أول من أمس أن على الرئيس صالح "الوفاء بالتزامه" التنحي عن السلطة تنفيذا للمبادرة، وعلى حكومة اليمن الاستجابة للإرادة المشروعة للشعب". وشددت على أن "الولايات المتحدة ستواصل دعم الشعب اليمني".
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، قتل متظاهر معارض للنظام وأصيب آخر بالرصاص على طريق المطار في العاصمة اليمنية وفق ما أفاد مصدر طبي.
وبحسب حصيلة استنادا إلى مصادر طبية وأمنية، قتل أكثر من 180 شخصا منذ نهاية يناير الماضي في المواجهات وعمليات قمع المحتجين في سائر أنحاء اليمن.
مواقف
• الحزب الحاكم يوقع على المبادرة في القصر الجمهوري بحضور الزياني.
• المعارضة تعتبر رفض صالح التوقيع على المبادرة "مسرحية هزلية".
• كلينتون تطالب صالح بالوفاء بالتزامه التنحي عن السلطة.
* مروحية تنقذ الزياني والسفير الأميركي من حصار أنصار النظام.
• تحرك ضخم للمطالبين بإسقاط النظام في صنعاء ومدن أخرى.