تشنجت ملامحه، برز بجبهته عرقان، وقف فجأة، ثم أخذ بشتم كل شيء حوله.. قلت بنفسي وعيناي ترقبانه: يا رب الليالي الموحشة عدّ هذه الليلة على خير، قد ينفجر هذا المتعصب بوجهي، مخلفاً "مجانين صغارا" متناثرين بالمكان، عليّ أن أصدر تعاطفاً من نوع جيّد معه، قلت وأنا أقف مسانداً له: "نعم، فعلاً، ما تقوله هو الصواب، بل لا صواب غيره، أختلف معك كثيراً، لكننا نتفق الآن على أن هذا الفريق البرتقالي، أعني الذي يرتدي الملابس البرتقالية، لا يعرف كيف يمارس كرة القدم.. بل لا يعرف شيئاً أصلاً، كيف لا ننتصر على هؤلاء المتخلفين كروياً؟ مجموعة من الفاشلين لا يتقنون الركض حتى، أنظر كيف يصطفون كطلاب مدرسة ابتدائية بطابور الصباح، سيسجل فريقنا البنفسجي ضربة الجزاء هذه، لاعبنا هذا يبدو من مظهره الخارجي أنه جدير بأشياء كهذه.. الطريقة التي يمسك بها الكرة، تجعلني لا أشك بقدراته.. سينفذها كما نشاء.. لا عليك يا صاحبي، سنفوز، تعال لأحتضنك، كنوع من الدعم، أو دعنا نشجع بصوت مرتفع: عاش البنفسجي، عاش.."، نظر إليّ بعد أن هدأ فجأة، رفع حاجبه الأيمن وهو يقول لي بصوت خافت مطبطباً على كتفي، محاولاً كبت غضبه: "يا عمّ، الفريق البرتقالي هو من أشجعه، ما دمت غير مهتم بكرة القدم فلا تمثّل ذلك، فمنظرك حينها يصبح سامجاً جداً، هل فهمت؟ لا تعتقد أنني نسيت أنه ومنذ عرفتك لم يفز فريقي بشوط واحد على الأقل، يا نذير الشؤم.. الآن اجلس بجانبي ودعني أكمل مشاهدة المباراة، فلا أظنك تجد أن فكرة طردك من المكان فكرة موفقة، أليس كذلك؟" صوت المعلق يرتفع: "يا سلام، قوول، الله عليك يا كبير يا بنفسج يـ.." وقبل أي شيء كنت قد وليت هارباً.