"حاول كدة وجرب .. وانس على كيفك
وابعد ولا تقرب .. قنعان أنا بطيفك
بكرة تجيك لحظاااات .. تذكرك بيّه
تتعنى بالآاااهات .. في الروحة والجية
حاول كدة وجرب "
ربما كانت فتوى الشيخ عادل الكلباني في إباحة الغناء مع المعازف بشكل تام؛ وتأكيده على أنه لا توجد أدلة شرعية توثق تحريم الغناء مع المعازف؛ كما نشر في موقعه الشخصي؛ سببا لعودتي إلى صوت درويش الجزيرة العربية فوزي محسون في هذه الأغنية الحجازية المميزة "حاول كدة وجرب.." حتى أحتفي بذكر أصحاب الزمن الجميل الذين ظُلموا كثيرا؛ إلا أنه لم يكن السبب الوحيد؛ بل كان مدير البرنامج الثاني لإذاعة جدة، المخرج الإذاعي القدير أحمد الأحمدي؛ واتصاله بي على أثر مقالي المنشور هنا منذ أسبوعين "سبحانه وقدروا عليك.."؛ ليكون سببا محرضا لأعود إلى الثلاثي الجداوي محسون وتوأمه الشعري" ثريا قابل" و"صالح جلال" فقد صحح لي مشكورا وهو الذي عرفهم عن قرب؛ معلومة عن أغنية "سبحانه.." إذ نسبتُها خطأ لثريا قابل؛ بينما تعود إلى الشاعر صالح جلال؛ المخرج الإذاعي الذي أبدع من أغنيات الزمن الجميل الكثير؛ كـ"ياللي بكرة مسافر" و"ياللي جمالك" وأغنية" عتبي عليك"؛ وبالطبع الأغنية التي لا تموت "سبحانه وقدروا عليك".
وربما يكون خطئي مغفورا؛ فلطالما نُسبت قصائد ثريا لصالح والعكس؛ وكما عرفتُ أن فكرة أغنية "سبحانه.." ولدت أولا على يد ثريا قابل؛ ولم تكملها لسفرها؛ ولأن فكرتها أحبها فوزي؛ طلب من صديقه صالح جلال إكمالها، ففعل؛ إذ لم تكن بين الثلاثي المتناغم حساسيات مما يشوه علاقات المثقفين اليوم ويشوه وجودهم؛ وحين رجعت ثريا؛ استمعت للنص وأحبته؛ وغيرت كلمة بسيطة هي"دقة" من جملة"أيامنا الدقة" إلى "أيامنا الحلوة" كما أخبرني الأحمدي؛ وحين نزلت الأغنية؛ أصرت على أن تُكتب باسم صالح جلال؛ وكيف لا ؟! وكل منهما في الأساس لا يتضايق إذا ما نسبت قصيدة بالخطأ للآخر؛ وكما تقول صاحبة "الأوزان الباكية" الذي يُعد أول ديوان شعري لشاعرة سعودية في أحد حواراتها الصحفية"صالح جلال يرحمه الله شاعر مبدع ... ولا يهمني اليوم أن أسمع أو أقرأ أن هذه الأغنية أو تلك من كلماتي أو كلماته؛ فارتباطنا الشعري منذ تلك السنوات جعل الناس لا يفرقون بين شعري وشعره؛ وربما هو تقارب أفكارنا وأسلوبنا".
ببساطة؛ نقاء مبدعي ذلك الزمن كان سبب جماله؛ كانوا نبلاء بمعنى ما تحمله كلمة نُبل من أخلاق؛ ولأن "سبحانه .." منذ أسبوعين استعدناها مع صوت محسون وكلمات صالح؛ فمن باب العدل نستعيد أغنية لثريا؛ ولا أجمل من تدفقها كأنثى بشموخها وكبريائها أمام وجع حبّ خان عهدها؛ كما في كلمات"حاول كدة وجرب.." التي غناها فوزي محسون وآخرون، منهم عبد المجيد عبد الله؛ الذي يعبُر بها صوته إليكم على هذا الرابط وبكبرياء أنثى ثريا قابل؛ خاصة في:
"غرك سماح طبعي .. وخلاك تتمادى
لا يا حبيب دمعي ... بطلت ذي العادة "
http://www.youtube.com/watch?v=2bnES-fKkg4