حذرت المعارضة اليمنية الرئيس علي عبدالله صالح من أن الثورة "ستقتلعه" إذا لم يوقع على المبادرة الخليجية اليوم (الأحد 2011-05-22) التي تنص على تنحيه فيما قام أنصار الرئيس بقطع طرقات رئيسية رفضا للمبادرة بموازاة تحرك قد يكون الأضخم للمحتجين المطالبين بإسقاط النظام.
وقال المتحدث باسم المعارضة اليمنية محمد قحطان لوكالة فرانس برس إنه "إذا لم يوقع صالح (على المبادرة) فالثورة ستقتلعه وتطرده من السلطة وسيخرج منها مذموما مذلولا".
واعتبر قحطان أن "الرئيس يريد أن يتنصل من التوقيع وهو متهالك على السلطة" في إشارة إلى اشتراطه التوقيع بشكل مشترك وعلني مع المعارضة على المبادرة في القصر الجمهوري، وذلك غداة توقيع المعارضة منفردة على المبادرة.
وقال قحطان في هذا الإطار "لن نشارك في أي توقيع في القصر الجمهوري" كما اشترط الرئيس، ولكن أعرب عن استعداد المعارضة للتوقيع في سفارة الإمارات او في الرياض أو أي عاصمة خليجية.
وكان من المتوقع أن يوقع صالح اليوم الأحد على المبادرة بحسب مسؤولين في حزبه.
وذكر قحطان أن توقيع المعارضة مساء السبت بحضور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني وسفراء واشنطن ولندن الاتحاد الأوروبي كان بموجب بروتوكول اتفق عليه مسبقا مع الوسيط الخليجي بعد رفض صالح التوقيع في الرياض.
من جهتهم، قام أنصار الرئيس اليمني اليوم الأحد بقطع عدد من الطرقات الرئيسية في صنعاء رفضا لتوقيع الرئيس على المبادرة حسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
ومنذ الصباح، قطع أنصار الرئيس شوارع رئيسية في العاصمة اليمنية خصوصا طريق المطار وميدان التحرير في وسط المدينة حيث مقر الحكومة وطريق القصر الجمهوري حيث من المتوقع ان يقوم صالح بالتوقيع على المبادرة، إضافة إلى شوارع رئيسية أخرى.
ورفع أنصار للرئيس صور صالح في الشوارع المقطوعة.
ويأتي ذلك فيما يقوم المحتجون المطالبون بإسقاط النظام بتحرك ضخم أيضا في صنعاء قد يكون الأكبر منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية المطالبة بإسقاط النظام قبل 4 أشهر، وكذلك في مدن يمنية أخرى.
وأكد المتظاهرون بدورهم رفضهم للمبادرة الخليجية مشددين على مطلب رحيل صالح ومحاكمته.
ورددوا شعارات مثل "يا زياني لا تبادر، علي صالح سيغادر ولبس بعضهم ثيابا بألوان العلم اليمني، الأحمر والأبيض والأسود.
وكان صالح اشترط التوقيع بشكل مشترك مع المعارضة على المبادرة الخليجية في القصر الجمهوري مؤكدا عدم الاعتراف بالتوقيع "في الغرف المغلقة" في إشارة إلى توقيع المعارضة منفردة على المبادرة.
وأكد الحزب الحاكم وحلفاؤه في أعقاب اجتماع برئاسة صالح على "ضرورة أن تجرى مراسم التوقيع على اتفاقية المبادرة (الخليجية) في القاعة الكبرى بالقصر الجمهوري وبحضور كافة الأطراف السياسية المعنية بالتوقيع" بما في ذلك أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة) وذلك في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية ليل السبت الأحد.
ودعا الحزب الحاكم إلى توقيع علني أمام وسائل الإعلام وبحضور السفراء "بما يجعل من هذه المناسبة حدثا تاريخيا يجسد الحكمة اليمنية والحرص على تجنيب الوطن الفتنة وإراقة الدماء".
وأكد الاجتماع أن "التوقيع في الغرف المغلقة لا يمكن الاعتراف به ويعكس نوايا سيئة تجاه المبادرة والالتزام ببنودها."
وتنص المبادرة الخليجية على تشكيل حكومة وحدة وطنية وتنحي صالح وتسليمه صلاحياته إلى نائبه في غضون 30 يوما ثم تنظم انتخابات رئاسية بعد 60 يوما.
وبحسب حصيلة وضعتها فرانس برس استنادا إلى مصادر طبية وأمنية، قتل 180 شخصا على الأقل منذ نهاية يناير في المواجهات وعمليات قمع المحتجين في سائر أنحاء اليمن.