قررت لجنة تحكيم جائزة ميلينا مركوري الدولية لصون المناظر الثقافية وحسن إدارتها، منح تنويه خاص لمنظر وادي حنيفة الطبيعي بالمملكة الممتد على طول 120 كيلومتراً، حول مدينة الرياض، والذي أدرج جزء منه على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، إضافة إلى حي الطريف في الدرعية عام 2010.
كما قررت أن يتلقى المتحف التاريخي الثقافي - محمية قرني (أرمينيا) وكذلك المشهد الثقافي الفلسطيني في بتير هذا العام جائزة ميلينا مركوري الدولية لصون المناظر الثقافية وحسن إدارتها، (اليونسكو - اليونان) في احتفال سيقام في المقر العام وذلك في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، وسيتلقى كل من الفائزين مبلغاً قيمته 15 ألف دولار أميركي.
وبحسب إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو: "تأتي هذه الجائزة لتحقق رغبة من منظمة اليونسكو في باريس في مكافأة إدارة قرني وبتير وذلك حرصا من المنظمة على رفع درجة وعي جمالية هذين الموقعين وأهميتهما، وقيمهما المادية والرمزية، للمساعدة على تجنب الأخطار التي تهدد استمرار الحفاظ عليهما.
ومما يذكر هنا، أن متحف/ محمية قرني يغطي مساحة إجمالية تقدر بـ5,1 هكتارات في قرية قرني وحولها، وهي تقع على بعد نحو 28 كيلومترا شرق مدينة يريفان في هضبة أرمينيا البركانية من جبال القوقاز. ويتميز بسلسلة من الآثار التاريخية والمعمارية والمباني التي تعود إلى العصر البرونزي، وصولاً إلى الحقبة اليونانية (معابد، حمامات داخلية)، إضافة إلى عناصر من بداية الحقبة المسيحية.
وتمثل الجائزة تقديراً للموقع على التدابير المتخذة للحفاظ على آثاره الثقافية، مع التركيز على الجهود الرامية إلى تفسير الموقع وفتحه للزوار المحليين والأجانب.
وقد أشادت لجنة التحكيم بتكامل هذا العمل في حياة المجتمعات المحلية بهدف تعزيز فوائد السكان الاقتصادية ورفاهيتهم الاجتماعية كما أدرج جزء من هذا الموقع على لائحة التراث العالمي لليونسكو مثل معبد جيجهارد وأعالي وادي أزات عام 2000.
أما منظر بتير الثقافي الطبيعي (قرية بتير وضواحيها والأراضي الفلسطينية المحتلة) فيشهد على 4000 عاما من زراعة مدرجات الكروم والزيتون. وهو موطن لـ1150 نسمة، يعيش 350 منهم في قرية حوسان. ويتميز الموقع أيضا بالمدرجات المسورة، وقنوات الري، وأبراج المراقبة وغيرها من الصروح الحجرية الجافة. ويشتهر الموقع بقيمته الجمالية الكبيرة ورمزيته. وقد شددت لجنة التحكيم على الإجراءات النموذجية المعتمدة لتثبيت استخدام الأساليب الزراعية التقليدية في المناطق الطبيعية بالتعاون مع المزارعين المحليين، وكذلك اعتماد قانون للحماية وخطة لإدارة سليمة.
وبتير جزء من منطقة أكبر (أرض الزيتون والكروم) التي أدرجت على قائمة مواقع التراث الثقافي والطبيعي للقيمة العالمية الكامنة والبارزة في فلسطين، التي أصدرتها وزارة السياحة والآثار بهدف ترشيحها مستقبلا إلى لائحة التراث العالمي.
ويذكر أيضا أنه كل عامين، تكافئ جائزة ميلينا مركوري الدولية لصون المناظر الطبيعية الثقافية وحسن إدارتها (اليونسكو ـ اليونان) بعض الأمثلة البارزة في العمل على حماية المناظر الثقافية الرئيسة في العالم، وتعزيزها. وهي تحمل اسم ميلينا مركوري، الرائدة في المحافظة المتكاملة والتنمية المستدامة، والممثلة المشهورة ووزيرة الثقافة السابقة في اليونان.