بصفة عامة فنسبة كبيرة من المطاعم في المملكة لا تقدم خدمات راقية، وليس من الممكن تسمية بعضها بمطاعم من فئة 5 نجوم، بل حتى إن كثيرا منها يفتقر لأهم الاشتراطات الصحية وهي النظافة.

المشكلة التي يعاني منها المواطنون هي في تحديد الأسعار، ونعرف أن ثمة مطاعم تضع أسعارا سياحية تفوق الخيال، ومع ذلك تسمح لنفسها أن تضع رسوما إضافية تحت بند ما يعرف بـ"رسوم الخدمة" وهي نسبة من المبلغ الإجمالي للطعام والشراب الذي تناوله الزبون.

أريد فقط أن أعرف كغيري طبيعة الخدمة التي تقدمها هذه المطاعم لزبائنها، هل هي في الديكور الذي بنته وتريد استعادة ما صرفته من جيوب الزبائن، أم في الأثاث، أم في ماذا؟!

وإذا كان صاحب المطعم يفتتح مطعما سواء للعزاب أو للعائلات فمن البديهي أن يكون هناك من يأكل في هذا المطعم ولا بد أن يكون المكان جذابا للناس حتى يذهبوا إليه، وإلا فلن يكون مطعما من الأساس!

أما مسألة فرض الرسوم فهي مسألة غريبة فعلا ولا تستند على سند قانوني، فالزبون يأكل في مطعم أو يرتاد مقهى وهو يعلم أنه سيدفع فاتورة ما يأكله أو يشربه، لكن أن يدفع مبالغ إضافية فهو تلاعب على الزبون، وهنا لا بد أن يعرف الزبون حقوقه وأن يتقدم بشكوى إلى وزارة التجارة التي سبق وأعلنت عن عدم فرض أية رسوم إضافية على أسعار المأكولات والمشروبات وإيقاف تحصيل هذه الرسوم.

ما أود قوله إن فرض مثل هذه الرسوم ليس الغاية منه جذب الزبائن بل هو تصرف منفر ومستفز، وكثير من المستهلكين لا يستطيعون دفع رسوم إضافية على قيمة المأكولات والمشروبات خاصة أن قيمة الفاتورة في مطاعم كبرى أو فارهة لا تقل عن معدل 300 ريال فما بالك أن يدفع المستهلك أكثر من ذلك على رسوم خدمة كانت توجد في بعض المطاعم وأصبحت الآن موجودة في معظم المطاعم والمقاهي؟!

ويبدو أن أصحاب هذه المطاعم نسوا أو تناسوا أن كثيرا من الناس يذهبون لمطاعمهم رغبة في الترفيه وتغيير الروتين اليومي والتخفيف عن أنفسهم وعائلاتهم من أعباء الحياة اليومية، ليجدوا أنفسهم محاصرين بعبء إضافي يتمثل في رسوم إضافية، مع العلم أن هناك مطاعم في كثير من دول العالم تقدم الترفيه في مطاعمها رغبة في جذب الناس ولا تجرؤ على وضع رسوم إضافية عليهم.

كان الأجدر بكثير من المطاعم أن تهتم بنوعية وجودة وصحة ما تقدمه من مأكولات، فأخبار إغلاق "مطاعم شهيرة" بسبب الغذاء الفاسد ما زالت متداولة!