ليس لدي رقم لعدد السعوديين الذين يشترون الأدوية دون وصفات طبية.. لكنني أجزم أنك تستطيع هذا المساء أن تتوقف أمام أي صيدلية ـ من بين هذا الصيدليات التي انتشرت في شوارعنا كالجراد ـ وتقوم بشراء كل ما تريد من أدوية.. حتى الأدوية التي لا تعرف أسماءها، مجرد إشارة من بعيد عليها تفي بالغرض!
أحيانا لست بحاجة سوى لوصف لون العلبة للصيدلي فيحضرها لك! حتى لو لم تتذكر لن يتركك الصيدلي، سيعرض أمامك ثلاثة أنواع أو أربعة؛ فلربما تعرفت على الدواء الذي تريد!
حينما تقف أمام الصيدلي تستطيع أن تطلب منه أدوية الأرق والقلق والضغط، وأدوية القلب، والمخ والأعصاب والشلل، والفولتارين، وما تشاء من مضادات حيوية وفيروسية وكورتيزون، وأنا أجزم لك أنه لن يطلب منك سوى قيمة الدواء!
"البساط أحمدي".. لو أردت شراء محتويات الصيدلية بالكامل تستطيع، وربما منحوك خصومات خاصة! فالصيدلية في النهاية مشروع تجاري.. صاحبها يسعى للربح.. وبالتالي لا تتوقع منه أن يرفض البيع طالما أن الأمور تسير بالبركة!
نعم في جميع دول العالم هناك أدوية تباع ـ وينبغي أن تباع دون وصفة ـ مثل مسكنات الألم ـ عائلة البارسيتامول مثلا ـ لكن هناك أدوية لا تستطيع شراءها في أغلب العواصم الأوروبية دون وصفة طبية معتمدة، مهما حاولت.. هم يدركون أن هناك أدوية قد لا تتناسب مع المريض نفسه كفرط التحسس أو انعكاسات ضارة.. يدركون أن بعض الأدوية قد تتعارض مع بعضها.. يدركون أن بعض الأدوية قد يسبب الإدمان، أو الخطر على صحة الإنسان، وبالتالي يمنعون بيعها منعا باتا دون استشارة الطبيب.
نحن أيضا ندرك ذلك.. لكننا لا نفعل شيئا!