أبدى عدد من الفنانين التشكيليين تذمرهم من قرار وزارة الثقافة والإعلام بتمديد مجلس إدارة جمعيتهم لمدة سنة، بعد أن كانوا يتوقعون إجراء الانتخابات التي تمت الدعوة للترشح لها مرتين.
وصرح مدير عام النشطات الثقافية بوكالة الشؤون الثقافية، منصور الفايز بانطباق الشروط على سبعة مرشحين، وكانت نتيجة استفتاء في آخر اجتماع للجمعية العمومية للجمعية، أوضحت أن الغالبية العظمى من الأعضاء لا يرغبون التمديد للمجلس المنتهية مدته. وتعود مشاكل الجمعية إلى ما يقرب من سنتين عندما تم التمديد للمجلس من قبل الوكالة؛ نظرا لقلة الأعضاء المسجلين، كما صرح بذلك الوكيل السابق، الدكتور عبدالعزيز السبيّل، ثم تم التمديد لهم نظرا لعدم اكتمال نصاب الجمعية العمومية وكلفت الهيئة الإدارية بالدعوة للترشح لمجلس الإدارة، لكنهم عادوا للدعوة مرة أخرى، وبشروط إضافية غير موجودة في اللائحة؛ الأمر الذي نتجت عنه احتجاجات من قبل الأعضاء الذين رشحوا أنفسهم.
وعن ذلك، تقول الفنانة التشكيلية منال الرويشد "قرار وزارة الثقافة والإعلام بالتمديد للهيئة الإدارية لا يخدم الحركة التشكيلية، وفيه تعطيل لطاقات خلاقة أخرى"، مؤكدة أن الهيئة الإدارية الحالية أعطت ما لديها، مطالبة بالتجديد والتغيير لصالح استمرار الجمعية، واستمرار الأعضاء والإقبال على الجمعية بفاعلية، والعمل على تخطي التحديات وإعداد الخطط التي تقدم فكر وثقافة التشكيلي السعودي داخل وخارج المملكة، مشيرة إلى أنها لا ترى الحركة التشكيلية إلا من خلال ما يصلها من الهيئة الإدارية بدورها ونشاطها الذكوري، إلى جانب أن الوزارة تؤجل وتمدد، ومهم أن تخطو خطوة سريعة للانتخابات.
جلال الطالب وجه رسالة لرئيس الجمعية عبدالرحمن السليمان ونائبه محمد المنيف، والدكتور صالح خطاب قائلا "التمديد هو إرجاع العجلة إلى الخلف، قولوا كفى لتدخل الوزارة، احسموا الموقف مثل نادي أدبي الشرقية حين رفض التمديد، وطالب بالانتخاب".
وقال أحد أعضاء مجلس الإدارة للجمعية، الفنان التشكيلي أحمد حسين "المجلس مقال أصلا، وهذه المعضلة سيعاني منها مجلس الإدارة خلال فترة التمديد، أما إن كان القرار بهدف إلى سد الفراغ حتى لا يبقى المجلس شاغرا، فهذه سنة تضاف إلى الثلاث السابقة في إبطاء حركة التشكيلي السعودي المتسارعة، مشيرا إلا أن ما تقدمة الجمعية لم يكن مأمولا ومتوقعا، واصفا نفسه بأنه محرج ضمن أعضاء مجلس إدارة الجمعية السعودية، لأنه لم يقدم لمن اختاره جزءا بسيطا من تطلعاتهم.
وقالت عضو مجلس إدارة الجمعية، اعتدال عطيوي "سنطلب النقاش لمعرفة خلفيات التمديد مع الوزير بكل وضوح وشفافية، نحن لا نطلب إبعادهم من الهيئة الإدارية، بل نطالب بالتدوير، مبينة أنهم أمضوا ثلاث سنوات، ولم ينجز شيء، واصفة الجمعية بأنها "مع وقف التنفيذ"، وقالت: ليست هذه الجمعية التي كنا ننتظرها 40 عاما، مشيرة إلى أن الهيئة الإدارية متمسكة بالكرسي فحسب.
المرشح الدكتور محمد الفارس عبّر عن رأيه قائلا "إلغاء الانتخابات أمر مستغرب، إذ إن من قام بالدعوة لها هي الهيئة الإدارية، وقد سبق أن سألت مدير عام الأنشطة الثقافية بالوزارة منصور الفايز، فأجاب أن هناك سبعة أسماء انطبقت عليهم الشروط وبعثنا بأسمائهم للجمعية، وأن الأمر سيحسم خلال شهر صفر، ومن هنا ولعدم وجود المنافس، فإن هؤلاء هم أعضاء مجلس الإدارة لأنه تمت إتاحة الفرصة لجميع الأعضاء بالتقدم للترشح، ويبقى استكمال المجلس بفتح الترشيح لشغر الثلاثة المقاعد المتبقية، وهذا هو الإجراء الصحيح والنظامي في أي انتخابات تجرى على وجه الأرض.
واختتم الفارس حديثه بأن لديه أملا في وكيلها الجديد، الدكتور ناصر الحجيلان، في إنصاف الفنانين وتحقيق رغبتهم في تغيير الإدارة التي وضحت بجلاء في الجمعية العمومية، بحضور نائب مدير عام النشاطات الثقافية عبدالعزيز الأوشيقري.
الفنان التشكيلي محمد العبلان وصف قرار التمديد لمجلس الإدارة بأنه قرار خاطئ واعتبره امتدادا للقرارات الخاطئة التي ارتكبها المجلس المنحل، التي جعلت الجمعية العمومية في انعقادها الأخير تتخذ قرارها الحاسم بحله، حيث لم يقدم شيئا يذكر خلال السنوات الماضية، مبينا أن بعض الفنانين التشكيليين لا يدركون أبعاد التمديد.
واستطرد العبلان أن عاما كاملا من أجل انتخاب مجلس جديد هو بمثابة إشكالية جديدة تضاف إلى إشكالية شعار الجمعية الذي لم ولن ينساه التشكيليون، موضحا أن الفرق هنا أن القرارات السابقة كانت تصدر عن مجلس الإدارة (المنحل).. وهذا القرار صادر عن الوزارة التي لم تحدد موقفها إلى الآن وتقرر هل هذه الجمعية أهلية أم حكومية؟.
وقال العبلان "طالبنا كثيرا بإجابات واضحة حتى يتم التعامل على هذا الأساس"، متسائلا "ما فائدة الجمعية العمومية إذا كانت القرارات تصدر عن الوزارة؟". وأضاف: أن قرار التمديد قرار معطِّل، مستنكرا ما قدم من حجج لتبريره مثل قلة المرشحين للمجلس الجديد، منتقدا ما وصفه بأنه تعقيد لشروط الترشيح.
ولفت العبلان إلى أن أعضاء المجلس الذين تم التمديد لهم يقع عليهم ظلم بهذا القرار، حيث إنهم لا يستطيعون تقديم أي شيء، وبالتالي يزداد غضب أعضاء الجمعية عليهم وهم في وضع لا يحسدون عليه، وطالب في نهاية حديثه بالإسراع في عملية الانتخاب التي ينتظرها الجميع، وبأن تتم العملية بكل شفافية، معتبرا ذلك محاولة أخيرة لإنقاذ الجمعية قبل فوات الأوان. وقال "إذا كان لدينا الآن عدد قليل من المرشحين، فربما يأتي يوم لا نجد فيه من يرشح نفسه في ظل هذه التعقيدات غير المبررة، أو تحدث الكارثة وهي اختيار المجلس بالتعيين، الذي ربما يكون المسمار الأخير في نعش الجمعية السعودية للفنون التشكيلية".