أعاد تكليف سيف العدل بقيادة تنظيم القاعدة، بعد مقتل زعيمه أسامة بن لادن، تسليط الضوء على "مصريي القاعدة" الذين كشف الكثير من التقارير رغبتهم في قيادة التنظيم. وتكشف المعلومات التي خصّ بها "الوطن" مصدر غربي عمل في العراق في فترة صعود نجم أبو مصعب الزرقاوي، تآمر سيف العدل عليه وصولا إلى اغتياله في 7 يونيو عام 2006.

تقول معلومات المصدر الغربي إن وراء مقتل الزرقاوي في تلك الفترة وشاية من "مصريي القاعدة" بمباركة إيرانية لمصالح سياسية التقت حينها ونتج عنها قرار التخلص منه.

ويشير المصدر إلى أن القصة بدأت بلقاء جمع الزرقاوي وسيف العدل وقاسم سليماني، قائد فيلق القدس الذراع الاستخباري للحرس الثوري الإيراني في العراق، في مدينة مريوان الإيرانية ذات الغالبية الكردية المحاذية للحدود البرية مع العراق على مدار يومين متتاليين 4 – 5 يونيو 2006، انطلق بعده الزرقاوي عابرا الحدود إلى منزله في قرية هبهب حيث لقي حتفه بعد أخذه تعليمات لتنفيذها، ولم يكن الزرقاوي يعلم أن هذه التعليمات الجديدة ما هي إلا مبرر فقط للقاء الثلاثي، حيث إنه تم طلبه لهذا اللقاء فقط لتحديد موعد بينه وبين سيف العدل للتواصل الهاتفي لكي تمرر المعلومة إلى الجيش الأميركي بعد إتمام صفقة معه.




في إحدى أمسيات شهر يونيو من عام 2006 ، أغارت طائرتان حربيتان من طراز F16 تابعتان للجيش الأميركي في العراق، على منزل في قرية هبهب القريبة من مدينة بعقوبة إحدى أهم مدن محافظة ديالى العراقية. ألقت الطائرتان حمولتهما من القنابل على المنزل المتهالك الذي يقع وسط بستان على بعد لا يتجاوز الـ70 مترا من أقرب منازل القرية إليه، وكان ضمن القتلى الثمانية في هذا المنزل المستهدف، أبومصعب الزرقاوي "زعيم تنظيم القاعدة فرع بلاد الرافدين" كما كان يسميه أتباعه، وامرأتان، إحداهما زوجته، وخمسة رجال آخرون.

المعلومات الجديدة التي حصلت عليها "الوطن" من مصدر غربي عمل في العراق في تلك الفترة، ووثيق الصلة بهذا الملف – يرفض الكشف عن اسمه لبقائه في عمله حتى الآن - كشفت أن وراء مقتل الزرقاوي في تلك الفترة وشاية من "مصريي القاعدة" بمباركة إيرانية لمصالح سياسية التقت حينها ونتج عنها قرار التخلص من الزرقاوي.

تكمن القصة في لقاء جمع الزرقاوي وسيف العدل (المصري محمد مكاوي الضابط السابق في القوات المصرية الخاصة) والعقل العسكري لتنظيم "القاعدة"، وقاسم سليماني قائد فيلق القدس الذراع الاستخباري للحرس الثوري الإيراني في العراق، في مدينة مريوان الإيرانية ذات الغالبية الكردية المحاذية للحدود البرية مع العراق على مدار يومين متتاليين 4 – 5 يونيو 2006، انطلق بعده الزرقاوي عابرا للحدود إلى منزله في قرية هبهب حيث لقى حتفه بعد أخذه تعليمات لتنفيذها، ولم يكن الزرقاوي يعلم أن هذه التعليمات الجديدة ما هي إلا مبرر فقط للقاء الثلاثي، حيث إنه تم طلبه لهذا اللقاء فقط لتحديد موعد بينه وبين سيف العدل للتواصل الهاتفي لكي تمرر المعلومة إلى الجيش الأميركي بعد إتمام صفقة معه.

المعلومة الممررة للاستخبارات الأميركية العاملة في العراق، كانت رقم هاتف الثريا الخاص بالزرقاوي، وموعد تم تحديده مع سيف العدل بحيث يتم اتصال من قبل سيف العدل على هذا الرقم بعد يومين من ذلك اللقاء لكي يفتح الزرقاوي هاتفه لتلقي مكالمته المنتظرة من الأول في الزمان المحدد، ويتم التقاط المكالمة إلكترونياً، ومعرفة مكان الزرقاوي على إثر هذا الالتقاط، وما إن حصلت المخابرات الأميركية على هذا الرقم – حسب المصدر- ، وما إن حانت الساعة المنتظرة والتقاط المحادثة الهاتفية بين الاثنين في موعدها، حتى تم تحديد مكان تواجده على الأرض.

ويكشف المصدر أن الزرقاوي كان لا يتحدث على الهاتف المحمول بشكل مباشر، بل عن طريق شخص يحمل عادة الهاتف عنه، ويكون ملاصقا للزرقاوي "سكرتير شخصي" وأن الزرقاوي في الغالب يمرر الرسائل عبر الهاتف المحمول، ولا يتحدث عبر مرافقه إلا قليلا جدا. مضيفا –المصدر- أن الزرقاوي حين يتحدث مرافقه مع أي كان بالهاتف، ويريد أن يعلق أو يداخل بجملة يكتب لمرافقه ما يريده في ورقة ينقلها المرافق لمن هو على الطرف الآخر من الخط، وذلك لأنه – حسب المصدر- لا يريد أن يتم التعرف على نبرة صوته عبر الهاتف لتأكده بأن صوته لابد أن يكون معروفاً بعد انتشار تسجيلاته الصوتية والمرئية عبر مواقع الإنترنت، ولم يتسن للمصدر كشف هوية مرافق الزرقاوي وحامل هاتفه الخاص، لكنه أشار إلى أن جثة المرافق قد تكون إحدى الجثث الخمس التي عثر عليها مع جثة الزرقاوي.

ويؤكد المصدر بحسب اطلاعه على اعترافات معتقلين للتنظيم، ومعلومات استخبارية ميدانية عن سلوك قيادات في التنظيم – القاعدة- أن مثل هذه الخطوة لن تتم إلا بموافقة أيمن الظواهري نفسه الذي يتواصل بشكل دوري مع منسقه وضابط ارتباطه سيف العدل مع قوات فيلق القدس الإيراني.

أجريت المكالمة المنتظرة بين الزرقاوي عبر مرافقه، وبين رفيق "جهاده" سيف العدل، وتم التقاطها إلكترونيا، وما هي إلا لحظات حتى تم تحديد موقع هاتف الثريا الخاص بالزرقاوي في ناحية هبهب، وتم وضع إحداثيات الهدف، فانطلقت طائرتا الـF16 من قاعدة مطار بغداد في مساء الأربعاء 7 يونيو 2006 حيث جهزتا انتظارا لهذه اللحظة لقصف المنزل وقتل من فيه.

يؤكد المصدر أن عملية التخلص من الأردني أبو مصعب الزرقاوي واسمه الحقيقي أحمد فضيل نزال الخلايلة من مواليد عام 1966 في مدينة الزرقاء الأردنية، كانت ذات جدوى سياسية مهمة لأطراف الاتفاق الثلاثة وهم: تنظيم "القاعدة"، حيث وصلت منظومة القيادة حسب تسمية المصدر وهم المصريون فيها إلى تحقيق تطلعهم بتوريث القيادة في بلاد الرافدين للمصري أبو حمزة المهاجر، واسمه الحركي الآخر أبو أيوب المصري، واسمه الحقيقي يوسف الدريدري، ويشار إلى أنه من قيادات الصف الثاني لتنظيم "الإخوان المسلمين" في مرحلة من مراحل مواجهاته المسلحة للدولة المصرية قبل توجهه لأفغانستان في تسعينيات القرن الماضي.

أما أهمية هذه العملية بالنسبة للإيرانيين وهم الجانب الثاني من هذه الصفقة فتكمن في إثبات حسن نوايا مزعومة حسب وصف المصدر، إذ إنه وبعد هذه العملية بفترة قصيرة جداً تم اللقاء غير المعلن بين سفير الولايات المتحدة الأميركية في بغداد في تلك الفترة زلماي خليل زاده، وبين مسؤولين سياسيين إيرانيين على الحدود العراقية الإيرانية وفي منفذ حدودي عراقي بري، ولم تنجح نتائج هذا اللقاء وما أعقبه من لقاءات متدنية الدرجة بين المسؤولين السياسيين والعسكريين من البلدين، حسب ما قاله المصدر.

ومن الجانب الأميركي يرى المصدر أن عملية قتل الزرقاوي في تلك الفترة من ذروة الصراع ضد الجيش الأميركي كانت تحقق ارتياحا داخليا أميركيا بعد أن علت الأصوات في الداخل الأميركي بعدم الجدوى من الحرب في العراق وضرورة الانسحاب منه تفاديا لمزيد من قتل الجنود الأميركيين.

وجاءت هذه الخطوة للتخلص من الزرقاوي بعد ما قيل إنها نصائح وجهت له من قبل سيف العدل، وأيمن الظواهري، فهمت في ظاهرها على أنها نصائح، لكنها تحمل بين سطورها تحذيرات واضحة من قبل الاثنين للزرقاوي، إلا أن الأخير لم يستطع رؤية هذه التحذيرات التي حالت دونها نشوته على أصداء تفجيرات أتباعه الانتحارية، وأخبار جزهم لرقاب الآمنين من المدنيين من جهة، ومن جهة أخرى لم يتوقع هذا الغدر من رفاقه في منظومة القيادة، حسب المصدر.

"مجدبة هي أرض وفاء مصريي "القاعدة" لرفاق جهادهم"، هكذا قالها المصدر بلكنة أوروبية، فقبل وشايتهم بزعيمهم بن لادن كانت هناك سلسلة من هذه الوشايات وفي هذه القصة إحداها ولن تكون آخرها.