أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوج راسموسن أن الحلف "ألحق أضرارا جسيمة" بالقدرات القتالية لنظام معمر القذافي. وقال خلال زيارة إلى براتيسلافا أمس "لقد عطلنا القدرات القتالية للقذافي إلى حد كبير". وأضاف أن "نظام القذافي في عزلة متزايدة كل يوم". وتابع "سنواصل الضغوط القوية على نظام القذافي وأنا واثق من أن الضغوط العسكرية القوية وتعزيز الضغوط السياسية ستؤدي في النهاية إلى انهيار النظام". وأوضح راسموسن "هناك ثلاثة أهداف عسكرية واضحة لعملياتنا.. أولا الوقف التام لكل أشكال الهجمات ضد المدنيين. ثانيا انسحاب القوات العسكرية وشبه العسكرية للقذافي إلى قواعدها. وثالثا السماح بالوصول فورا ودون عراقيل إلى الأشخاص الذين يحتاجون لمساعدات إنسانية". وأكد أن العمليات ستتواصل حتى تحقيق الأهداف.

في غضون ذلك حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من تفاقم الأزمة الإنسانية في ليبيا. وقال في نيويورك مساء أول من أمس إن مبعوثه الخاص إلى ليبيا عبد الإله الخطيب "يعمل بشكل حثيث"، لكن دون الإشارة إلى تحقيق تقدم في الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار فورا وبشكل قابل للتحقيق. وحذر بان كي مون من "تفاقم الأزمة نظرا للوضع الإنساني المتدهور". وأعرب عن قلقه من الوضع في مدينة مصراتة، قائلا إن "الوضع سيئ جدا". وأعادت الأمم المتحدة تقييم الأموال التي دعت لجمعها من 310 إلى 407,8 ملايين دولار لمساعدة مليوني منكوب في ليبيا حيث سقط آلاف القتلى منذ منتصف فبراير حسب مدعي المحكمة الجنائية الدولية. وتحدثت الأمم المتحدة عن "تدني مخزون الأغذية والوقود والأدوية" و"قلة العاملين في القطاعات الأساسية مثل الصحة وغياب آفاق تسوية النزاع الذي يقسم البلاد".

من جانبه، دان الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان التجاوزات بحق المهاجرين الأفارقة من دول جنوب الصحراء في شرق البلاد الذي يسيطر عليه الثوار. وأعلنت المنظمة "أننا نطلب من المجلس الوطني الانتقالي إحالة مرتكبي جرائم القتل والاغتصاب والسرقة ونهب الأموال التي ترتكب في المنطقة التي يسيطرون عليها إلى القضاء". ودعت منظمة "أطباء بلا حدود" الدول الأوروبية إلى استقبال الفارين على متن الزوارق من ليبيا منددة "بخطاب سياسي أوروبي مزدوج يقول من جهة إنه يخوض الحرب في ليبيا من أجل حماية المدنيين ومن جهة أخرى يغلق حدوده أمام ضحايا تلك الحرب".

ومن بنغازي "عاصمة" الثوار في شرق البلاد، واصل الثوار حملتهم الدبلوماسية الداعية إلى الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل شرعي، وهو ما أقرته حتى الآن كل من فرنسا وقطر وإيطاليا وجامبيا والمملكة المتحدة. من جهتها، نفت السلطات التونسية أمس معلومات صحفية أفادت عن وصول أفراد من عائلة القذافي إلى تونس، بينهم زوجته صفية وابنته عائشة.

وفي واشنطن تحدى برلمانيون أميركيون الرئيس باراك أوباما حول مواصلة العمليات الحربية في ليبيا واتهموه بانتهاك قانون يعود إلى عام 1973 ويهدف إلى تقليص صلاحيات الرئاسة في مجال إعلان الحرب.