خرج الجيش السوري من قرية تلكلخ وأعاد انتشاره أمس في قرية العريضة السورية وسيطر على مركزي الهجانة وعلى مجرى النهر الكبير على الحدود اللبنانية ـ السورية شمال لبنان، فيما قالت الحكومة: إن الحياة عادت إلى طبيعتها في جميع المدن السورية. وذكرت الوكالة السورية للأنباء أن الشوارع الرئيسية في جميع المدن السورية بدت على طبيعتها، موضحة أن الحياة الاجتماعية والاقتصادية عادت إلى طبيعتها في مدن درعا وحمص وحلب. وأضافت: أن أسواق دمشق تعمل بشكل طبيعي قبل عطلة نهاية الأسبوع. في هذه الأثناء، يستعد المحتجون المطالبون بالديموقراطية لتنظيم مسيرات حاشدة اليوم في ما أسموه "جمعة الحرية". ودعا نشطاء الإنترنت المتظاهرين إلى التوجه للساحات الرئيسية في كل مدينة بعد صلاة الجمعة. وأظهر شريط فيديو على الإنترنت عشرات المتظاهرين وقد تجمعوا في دمشق خلال ليل أول من أمس، وهم يهتفون ضد نظام الرئيس بشار الأسد. كما نظمت مظاهرة أخرى في حلب وسار العشرات قرب الجامعة قبل أن يفرقهم رجال مجهولون.
إلى ذلك استقبل الأسد أمس أفرادا من عائلة أبازيد التي اكتشفت جثث خمسة من أفرادها في حفرة بالقرب من مدينة درعا منذ يومين. وقالت مصادر مطلعة: إن أفراد العائلة أحاطوا الرئيس بظروف اختفاء أفراد عائلتهم وطريقة استشهادهم وكيف تم اكتشاف الحفرة. ونقلت المصادر توجيه الأسد بالتحقيق الفوري في الجريمة وإجراء تحقيق بكل شفافية ومحاسبة المسؤولين.
واستنكرت سورية أمس العقوبات المباشرة التي قررت الإدارة الأميركية أول من أمس فرضها على الرئيس السوري وعدد من المسؤولين السوريين. واعتبر مصدر سوري رسمي أن ذلك يصب في مصلحة إسرائيل، وقال "الإجراء الأميركي بحق سورية له تفسير واحد هو التحريض الذي يؤدي إلى استمرار الأزمة في سورية الأمر الذي يخدم مصالح إسرائيل قبل كل شيء". وأكدت سورية أن هذه العقوبات "لم ولن تؤثر على قرار سورية المستقل وعلى صمودها أمام المحاولات الأميركية المتكررة للهيمنة على قرارها الوطني وإنجاز الإصلاح الشامل".
وأعلنت الإدارة الأميركية أن الولايات المتحدة قررت فرض عقوبات مباشرة على الرئيس السوري وستة آخرين من كبار أركان النظام "بسبب دورهم في القمع الدموي للانتفاضة". وجاء في بيان أن الأمر التنفيذي الجديد الذي وقعه أوباما "هو إجراء حاسم لزيادة الضغط على الحكومة السورية كي توقف العنف ضد شعبها والبدء في مرحلة انتقالية نحو نظام ديموقراطي". وفي سياق متصل قال دبلوماسي أوروبي: إنه من المتوقع أن يضيف الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل الرئيس السوري إلى قائمة الأفراد الخاضعين للعقوبات التي يفرضها على سورية. وقرر الاتحاد الأسبوع الماضي فرض عقوبات من بينها حظر السفر وتجميد الأموال على 13 مسؤولا من أفراد الدائرة المحيطة بالأسد.