على الرغم من نتائج استطلاعات الرأي العام التركية من احتمالية فوز حزب "العدالة والتنمية"، برئاسة رئيس الوزراء الحالي رجب طيب إردوغان، بثالث ولاية له على التوالي، لم يمنع ذلك مديري حملاته من التوسع في "تحسين صورة الرجل" داخلياً، عبر استثمار "السياح العرب" في الحسابات الانتخابية.

ففي ميناء "اسكادور" في الجانب الآسيوي من مدينة اسطنبول العريقة، والتي يقصدها كثير من السياح خاصة "العرب"، للوصول لمنطقة "تل العرائس" المعروفة بإطلالتها المرتفعة على كامل المدينة، والتي تصل إليها عبر "العبارة البحرية" المربوطة بميناء أمينونو، يستقبل الفريق الانتخابي للعدالة والتنمية "العرب"، بمذكرة خاصة، يطلب فيها من السائحين، تدوين "رسائل الإعجاب الشخصية للسيد إردوغان"، لنجاحه في تطبيق برامج وتطور"النهضة التركية"، التي تسلم زمامها منذ نوفمبر 2002.

وتستخدم تلك "الرسائل" في "التسويق الانتخابي"، حيث يطلب منك، الكتابة "باللغة العربية"، مع تسجيل "رقم هاتفك"، ليتم الاتصال بك بعدها "لشكرك على الدعم اللوجستي لإردوغان".

وينص القانون التركي على "حصر التصويت لمواطني البلاد فقط"، إلا أن ذلك لم يمنع السائحة السعودية القادمة من غرب المملكة جدة، والتي تدعى بـ"أم عمار"، من كتابة رسالتها، كما تقول في حديثها إلى "الوطن"، والتي دونت فيها مشاعرها وشكرها "لإردوغان على دعمه "قضايا العرب والمسلمين"، وتضيف "إنه يستحق أكثر من ذلك".

في المقابل دخلت "أغاني الراب"، على خط الانتخابات البرلمانية المقررة في الثاني عشر من يونيو المقبل، لجذب أكبر عدد من المصوتين الشباب، حيث تلحظ سيارات أعدت خصيصاً "للانتخابات"، تجوب شوارع المدن التركية وأزقتها، تابعة لأحزاب تحمل توجهات سياسية مختلفة، تحاول إغراء الفئة السنية الصغرى، عبر بث الأغاني ذات الطابع الشبابي، وكان أكثر من ركز عليها حزب الشعب الجمهوري الذي تأسس في 1923، والذي فقد بريقه السياسي والاجتماعي، بعد تقلد حزب إردوغان لمقاليد السلطة في تركيا.