قبل نحو أربعة أشهر نشرت "الوطن" وتحديداً في 23 يناير الماضي، خبراً عن إهداء المعلمة السعودية سلمى الهانيان زوجها ـ في يوم تقاعده ـ سيارة جديدة ومبلغ 50 ألف ريال تقديراً منها لمواقفه معها وصبره على مشاق عملها، وتحمله بعدها عنه خلال عملها مدرسة بقرية تابعـة لمنطقة حائل، حيث قالت في تصريح إلى "الوطن" آنذاك إن زوجهـا تحمل مصاعب الحياة لأجلها، وساعدها حتى أكملت تعليمها الجامعي، ومن ثم تثبيتها على وظيفتها كمعلمة. مشيرة إلى أنها حاولت من خلال هذه اللفتة أن تعرب لزوجها عن تقديرها له على وقوفه إلى جانبها.
الخبر الذي نشرته "الوطن" في ذلك الوقت، شهد تفاعلاً كبيراً من قبل قراء الصحيفة عبر موقعها الإلكتروني التفاعلي، وبعضهم أثنى على موقف المعلمة وعده تضحية وإيثارا، والبعض اعتبر أن المعلمة ما كانت لتقدم على هذه الخطوة لولا أن زوجها رجل فاضل ويستحق هذه اللفتة وأكثر، فيما رأى آخرون أن نشر ما فعلته الزوجة هو من باب الفشخرة، وأنه أخرج صنيعها من سياقه الطبيعي والمألوف فيما بين الأزواج إلى محاولة للبحث عن الشهرة على حساب إحراج الزوج، فيما كانت تعليقات أخرى تدعو للزوجين بالاستقرار والسعادة والهناء وأن يبعد الله عنهما شر الحاسدين.
اليوم وبعد نحو أربعة أشهر، وجدت المعلمة سلمى الهانيان نفسها في موقف لا تحسد عليه، عندما علمت بأن زوجها لم يقابل ما فعلته بالتقدير، بل إنه رد لها الهدية والمعروف بأن تزوج عليها الأسبوع الماضي وفي يوم تقاعدها. وبحسب المعلمة الهانيان فإن الزوج فاجأها برسالة جوال في يوم تقاعدها يقول نصها "زوجتي العزيزة أقدر لك وقفاتك معي، ولكن ظروف الحياة تحتم علي الزواج حاليا، وستبقي الأولى والأخيرة داخل قلبي".
الهانيان التي أرادت من فعلتها نشر ثقافة جديدة لدى مجتمعنا تحض على احترام الحياة الزوجية وتقديسها، هي الآن حائرة بخطبة زوجها منذ أسبوع، ولا تزال لا تصدق ما يدور حولها. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل طالتها وزوجها عين الحسد؟