في كل منطقة من مناطق المملكة الثلاث عشرة، هناك مدير عام يمثل كل وزارة من وزارات الدولة، ولديه صلاحيات واسعة تماثل صلاحيات الوزير.. بل ويحسب لبعض وزارات الدولة أنها منحت مديري العموم صلاحيات واسعة جدا.. فأصبح مدير العموم يدير العمل بصلاحيات الوزير نفسه.. أي أننا نستطيع أن نطلق عليه وزير منطقة!
ما سبق غني عن الذكر.. السؤال: لماذا تزدحم إذن وزارات الدولة بالمراجعين من كل مكان من المملكة؟ لماذا تزدحم ممرات الوزارة بالمراجعين من كبار السن وغيرهم؟
الأمر لا يخرج عن حالتين: إما أن المدير العام في المنطقة لا يستخدم صلاحياته الممنوحة له نظاما، وبالتالي يرمي كل العمل على الوزارة تهربا من المسؤولية.. وهذه مسؤولية إدارية يجب أن يحاسب عليها، أو أن الوزارة لم تمنح المدير الصلاحيات المطلوبة لإنجاز العمل، وبالتالي يجب محاسبة الوزارة لأنها تشق على الناس.. أو أن المواطن نفسه غير راض عن قرار المدير العام وبالتالي يبحث عن مخرج آخر في الوزارة!
ما زلت أتذكر عبارة قالها لي سمو الأمير فيصل بن بندر ـ أمير منطقة القصيم ـ حينما سألته ذات مرة بعدما لفت انتباهي خلو الإمارة من المراجعين: "يبدو أن المراجعين يأتون في وقت مبكر، وهو ما يساعدكم على إنجاز معاملاتهم في وقت مبكر"؟ غير أنه فاجأني بالقول: "ليس الأمر كما تتصور.. المواطن لدينا ليس بحاجة للحضور لإمارة المنطقة لإنجاز معاملته.. نحن نقدم له الخدمة في مكانه.. في كل محافظة هناك محافظ يقدم له الخدمة.. وكذلك الأمر في المراكز هناك رئيس مركز يقدم له الخدمة.. فلم يعد هناك مبرر لحضوره طالما تتم خدمته بالشكل المطلوب في مكانه".
الخلاصة: هذا نهج إداري مطلوب في كل مؤسسات الدولة.. ألا يفترض بوزارات الدولة ومؤسسات الحكومة أن ترصد أكثر المناطق التي يفد منها المراجعون.. ألا يعتبر ذلك مؤشرا مهما على وجود خلل ما في بعض المناطق؟