لم يبد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أي بادرة اهتمام بالخطاب الذي رفعه الهلال مرفقاً معه عبوات مياه مثقوبة الغطاء وضعت في غرف بعض لاعبي بعثة النادي التي لاقت سباهان الإيراني الأسبوع الماضي في إيران في إطار دوري الأبطال الآسيوي.

وكانت بعثة الهلال أبدت مخاوفها من تلك العبوات، وسلمت عينات منها لمندوب الاتحاد الآسيوي، كما وضعت بعضها قيد الاختبار وتبين أنها سليمة من أي مواد مدسوسة.

وأشار عضو لجنة الانضباط السابق في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، السوري توفيق سرحان إلى أن الاتحاد الآسيوي مطالب طالما تلقى طلباً أو خطاباً من نادي الهلال لتحليل عبوات الماء مثقوبة الغطاء في غرف اللاعبين بأن يحقق في سبب وضع هذه العبوات في غرف اللاعبين وما الذي أدى إلى مثل هذا التصرف، وقال "يفترض أن يتم التحليل لمعرفة ما تحتويه العبوات ومدى تأثيره على صحة اللاعبين، واستناداً لنتائج الأمرين يتخذ الاتحاد الآسيوي القرار المناسب".

وأوضح سرحان صعوبة اتخاذ قرار حيال الأمر، وقال "ليس هناك مثل هذه الحالات في لوائح الاتحاد الآسيوي، وبالتالي ليس هناك ما يقابلها من عقوبات، وفي هذه الحالة يتم القيام باجتهادات لهذه الحالة تحديداً بعد معرفة كل ملابساتها وفقاً للمعطيات المتوافرة".

بدوره بين رئيس المركز الإعلامي في نادي الهلال عبدالكريم الجاسر أن ناديه لم يتلق أي شيء رسمي حتى الآن بهذا الخصوص، وقال "حتى الآن لم نتلق أي رد على خطابنا، ولانخفيكم أننا بدأنا نمل، ولربما كانت نتائج العبوات حسب تحليل مختبرات الاتحاد الآسيوي سليمة لذلك لم يبد الاتحاد الآسيوي الاهتمام الكبير فيها".

وعلى خلاف ما ذهب إليه الجاسر، كان رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد قد واصل تصعيد الأمر مطالباً بنقل مباريات الفرق السعودية مع نظيرتها الإيرانية المقررة في أرض هذه الأخيرة إلى بلد محايد.

وركز الأمير عبدالرحمن في حديث له مع "العريبة" أول من أمس على أن أجواء الملاعب الإيرانية لا توحي بمنافسة رياضية بسبب الشعارات السياسية التي تطلقها الجماهير الإيرانية أثناء المباريات، وقال "الأندية السعودية تواجه هتافات وشتائم واستغلال المباريات لتمرير معتقدات دينية وسياسية بينما أنديتنا تذهب للعب كرة القدم فقط".

وأشار الرئيس الهلالي إلى أن بعثة فريقه اكتشفت بالفعل عبوات مثقوبة في غرف اللاعبين بالفندق المخصص لها، مشدداً على أن الإجراءات التي اتخذتها البعثة كانت للحيطة والحذر، وقال "تم تبليغي هاتفياً، وبالاتفاق مع الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل طلبنا من رئيس البعثة التصرف وفق أنظمة الاتحاد الآسيوي، وتم تسليم عدد من العبوات لمندوب الاتحاد الآسيوي المتواجد مع البعثة لاستكمال الإجراءات، وكنا نعلم أنه من الممكن ألا تحتوي العبوات على شيء وتمكنت الإدارة من التكتم على الحادثة، ولكن من الصعوبة إخفاؤها بتواجد عدد كبير من أفراد البعثة". وأكد الرئيس الهلالي أنه حتى لو كانت العبوات التي سلمت للمندوب الآسيوي سليمة من أي مواد مضافة، فإن السؤال يبقى مطروحاً عن شعور اللاعبين تجاه مثل هذا التصرف الذي ينعكس بالتأكيد على أدائهم بشكل سلبي ويخلق جواً غير مريح، مطالباً الاتحاد القاري بإيقاع أقسى العقوبات على الإيرانيين بعد الهتافات المسيئة من المدرجات الإيرانية، وقال "من الصعب أن يؤدي اللاعب دوره في الملعب والمدرجات تشتم بشكل مسيء الأسر الحاكمة في الخليج".

وتابع "سبق لمراقب مباراة الهلال وبونيودكور الأوزبكي في دور الـ16 من النسخة الماضية من دوري الأبطال الآسيوي إيقاف اللقاء عندما ألقى أحد المشجعين ألعاباً نارية انفجرت في الهواء بعيداً عن اللاعبين وتدخل المراقب وأوقف المباراة لدقائق وكاد أن يوقفها نهائياً، وهذا الأمر أهون بكثير مما يحدث حالياً في المدرجات الإيرانية".

وطالب الأمير عبدالرحمن الاتحاد السعودي لكرة القدم باتخاذ موقف صارم وحازم، مشيراً إلى أنه في حال لم يتجاوب الاتحاد الآسيوي، فيجب تصعيد الأمر إلى الاتحاد الدولي للعبة الفيفا، وهو الذي يدعو دائماً إلى فصل الرياضة عن السياسة.

من جانبٍ آخر يستأنف لاعبو الهلال اليوم تدريباتهم عقب يوم راحة منحه لهم مدربهم الأرجنتيني جابرييل كالديرون أمس، فيما تواجد الثلاثي أحمد الفريدي وكريستيان ويلهامسون وياسر القحطاني في النادي أمس وأدوا تدريباً لياقياً لرفع المخزون اللياقي لديهم.

وسيمنح كالديرون الفرصة لعدد من لاعبيه البدلاء في المباراة المقبلة، حيث سيبدأ اليوم وضع التشكيلة والأسماء التي سيعتمد عليها في مواجهة نجران بعد غدٍ على ملعب الأمير فيصل بن فهد في ختام مباريات دوري زين التي سيتوج الفريق فور نهايتها بدرع الدوري للمرة الثانية على التوالي والـ13 في تاريخه.