"أنتم تتعبون ونحن نقرأ".. بهذه الكلمات حادث أمير منطقة الرياض الرئيس الفخري لمجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر الخيرية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز مساء أمس الأمين العام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية الدكتور عبدلله العثيمين عقب ترؤسه الاجتماع السنوي الثامن لمجلس الأمناء بدارة الشيخ حمد الجاسر بالرياض.
وحوّل الأمير سلمان بن عبدالعزيز دارة حمد الجاسر وسط العاصمة الرياض إلى معلم ثقافي للوفاء بالشخصيات التي أفنت حياتها لخدمة العلم والبحث والتأليف حينما كرم عميد الرحالين الشيخ محمد العبودي الذي اختارته مؤسسة حمد الجاسر الخيرية نظير نصف قرن في خدمة البحث والتاليف وكعالم موسوعي معاصر بارز في عصرنا الحاضر من خلال مؤلفاته الشاملة لعدد من الفنون المهمة فهو مؤرخ ونسَّابة، ولغوي، وجغرافي، ورحالة وبلغت مؤلفاته المطبوعة منها والمخطوطة "247" مؤلفاً منها "162" كتاباً مطبوعاً و"85" كتاباً مخطوطاً، وهو ثاني شخصية تكرم بعد الكويتي الدكتور يوسف الغنيم رئيس مركز الدراسات والبحوث الكويتية.
وأكد الأمير سلمان أثناء ترؤسه اجتماع مجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر الخيرية الثامن أن هذه المؤسسة جاءت استمراراً لرسالة الشيخ حمد الجاسر الثقافية التي عاش من أجلها، مشيراً إلى جهود وريادة الشيخ حمد الجاسر في خدمة التراث والتاريخ والأدب السعودي والعربي.
وكان الأمير سلمان قد وافق أول من أمس على انضمام ثلاثة من الأعلام البارزين إلى مجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر الخيرية وهم: الإعلامي المخضرم جميل بن إبراهيم الحج يلان، الذي يعد أول وزير للإعلام في عهد الملك فيصل (رحمه الله)، والأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي الشيخ محمد بن ناصر العبودي، وعبدالعزيز بن علي الشويعر، وهو من أبرز رجال الأعمال الداعمين للأنشطة الثقافية والخيرية.
ورحب أمير منطقة الرياض بأعضاء المجلس الجدد وهم الشيخ جميل الحجيلان والمؤرخ حمد العبودي، وعبدالعزيز الشويعر لترتقع عضوية الؤسسة بذلك إلى 35 شخصية، واصفاً انضمامهم للمجلس بأنه جاء تثميناً لدورهم العلمي والإعلامي والخيري.
وأوضح الأمين العام لمجلس أمناء المؤسسة حمد القاضي أن الاجتماع استعرض الأعمال العلمية والبحثية والنشاطات التي قامت بها المؤسسة ومركز حمد الجاسر وما يتعلق بتراث وجغرافية جزيرة العرب، وتشجيع الباحثين المعنيين بتاريخ المملكة وموقعها وموروثها الثقافي، مستعرضاً ما قامت به المؤسسة خلال العام الماضي بمساعدة الباحثين بما يوفره المركز لهم، وأشار في هذا الصدد إلى الأعمال التوثيقية التي قامت بها المؤسسة منها "مجلة الخميسية" التي توثق أبرز ما يطرح في منتدى خميسية حمد الجاسر.
وأضاف القاضي أن المركز أنشأ هذا العام مقهى ثقافياً لاستقطاب رواد الخميسية والشباب للقاء والتعارف والحوار حول الشأن الثقافي، فضلاً عن مساعدة المركز للباحثين.
من جانبه، تحدث رئيس مجلس الأمناء الدكتور عبدالعزيز الخويطر عن جهود الشيخ حمد الجاسر وما قدمه للأجيال في ميادين الثقافة والبحوث التاريخية والاجتماعية، مثمناً دعم ومؤازرة الأمير سلمان بن عبدالعزيز للشيخ الجاسر خلال حياته، وتوالي دعمه للمؤسسة بعد رحيله بتذليل صعوباتها.
وبيّن أن المركز يعمل على تقديم خدمات للمجتمع عن طريق إقامة دورات للطلاب في الصيف، حيث نفذ العام الماضي دورة في الكمبيوتر والتحقيق والفهرسة، كما يمنح المركز فرصة لطلاب الدراسات العليا من الدول العربية والإسلامية للاستفادة من المركز بالتدريب والعمل في مقابل مكافآت مالية مناسبة، وقد استفاد من هذه الفهرسة عدد من الطلاب من جنسيات مختلفة: سعوديان ، وأربعة يمنيين، وواحد من كل من مصر والصومال وماليان وثلاثة نيجيريين.
واستطرد القاضي حديثه بأن المركز أنجز خلال المؤسمين الماضيين 65 محاضرة في الخميسية التي استضافت عددا من العلماء والمفكرين والمثقفين من داخل المملكة وخارجها.
وطمأن أمين عام مؤسسة حمد الجاسر معن الجاسر الأمناء بأن الوضع المالي للمؤسسة مطمئن وقدم تقريراً مختصراً عن مصروفاتها وأدائها خلال العام الماضي.